أولت الصحافة الفرنسية أهمية بالغة لرد الدبلوماسية الجزائرية حول التصريحات ”الساخرة” للرئيس الفرنسي، واعتبرتها خطا دبلوماسي ارتكبه فرانسوا هولاند، في وقت تنبأت جهات إعلامية فرنسية بحدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين في حال عدم تقديم اعتذار للجزائريين. ذكرت صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية أن الجزائر مستاء ة من خرجة هولاند، ونقلت تصريحات وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الرافضة لما قام به الرئيس الفرنسي في حق الجزائريين، ونقلت طلب عضو اتحاد الحركة الشعبية، جيوفروي ديدي، بضرورة الاعتذار للجزائريين. لوفيغارو: تصريح هولاند ”الساخر” يثير ”سخط الجزائريين التاريخي” من رؤساء فرنسا وأشارت صحيفة ”لوفيغارو” بخصوص تصريحات فرانسوا هولاند، إلى أن الجرائد الجزائرية هاجمت الرئيس الفرنسى معتبرة أن سخريته إهانة مقيتة، وأنه يصور الجزائر بذلك على أنها منطقة غير آمنة. وعادت الصحيفة للتذكير بتاريخ عبارات السخرية التي ارتكبها رؤساء فرنسيون وأثارت سخط الجزائريين. وقالت إن ما يجب أن يعرفه هولاند ومستشاروه، أنه كثيرا ما أثارت ”عبارات صغيرة” للفرنسيين ضد الجزائر، سخط الجزائريين على مر التاريخ، ففى جانفي1992، وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، وقف العملية الانتخابية بأنها ”عمل غير طبيعى على أقل تقدير”، وهو الأمر الذي أثار غضب وانتقادات الصحف الجزائرية العامة والمستقلة التى ذكّرت بأن ميتران الذي شغل منصب وزير الداخلية ثم وزير العدل خلال حرب الجزائر وقع على أحكام بالإعدام والتعذيب. وواصلت ”لوفيغارو” أنه في نوفمبر 2012، وفي ختام برنامج تلفزيوني بثته قناة البرلمان الفرنسي ”بيبليك سينا”، وبينما كان وزير الدفاع الفرنسي السابق جيرار لونجيه، يعتقد أن صورته لم تعد ظاهرة على الشاشة، قام بحركة مخلة بالآداب رداً على المعلومات التي وردت بشأن مطالبة الجزائريينفرنسا بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية في بلادهم، حيث أراد لونجيه، التعبير عن اعتقاده بأنه لا يوجد ما تخجل منه فرنسا بشأن تواجدها في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية. لكسبريس: كان من الأفضل لهولاند أن يفكر بشكل كافٍ قبل أن يتحدث من جهتها، قالت صحيفة ”لكسبريس” إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، معروف بحبه للدعابة، ولكن كان من الأفضل أن يفكر بشكل كافٍ قبل أن يتحدث، وأشارت إلى أن هذه الملاحظة مرت دون أن يلتفت إليها أحد في فرنسا، ولكنها أثارت انتقادات لاذعة من كبار المسؤولين الجزائريين. وفي ذات السياق، اكتفت صحيفة ”لوموند” برد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي وصف التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي حول الجزائر ”بالحادث المؤسف”، وحذر من أن تؤدي مثل هذه التصريحات التي تدخل في سياق الدعابة غير المنضبطة، إلى نتائج عكسية. من جهة أخرى، قلل النائب عن اتحاد الحركة الشعبية، بيار للوش، من مدى خطورة تصريحات فرانسوا هولاند، واعتبرها بالأمر العادي، مشيرا إلى أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لم تكن يوما جيدة، وأن فرنسا غير مطالبة بتقديم اعتذاراتها.