أعادت المعارضة السورية وضع ثقتها برئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا وانتخابيته مجددا على رأس الهيئة للمرة الثانية في اجتماع أعضائه باسطنبول، أين يدرس الائتلاف موقفه من مؤتمر ”جنيف 2”، فيما يتواصل القتال على جبهات عدة بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. منح أمس معظم أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب أصواتهم لأحمد الجربا ليبقى زعيما لفترة ثانية مدتها ستة أشهر متقدما على رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، حيث ذكر بيان من الائتلاف أن الجربا فاز على حجاب بحصاد 65 صوتا مقابل 52 صوتا لمنافسه، ويجتمع الائتلاف في اسطنبول لدراسة موقفه من مؤتمر السلام الدولي المنتظر في ال22 جانفي الجاري، إذ يخشى زعماء الائتلاف من فقدان مصداقيتهم على الأرض بالجلوس مع بشار الأسد على طاولة حوار مشترك، وعلى الرغم من دعم الولاياتالمتحدة ودول أوروبا للائتلاف واعتباره الجهة الرئيسية التي تمثل المعارضة إلا أن الهيئة تواجه الكثير من التحديات، حيث تجد اللجنة السياسية المنتخبة حديثا للائتلاف الوطني السوري صعوبة في الحصول على مصداقية خلال فترة الاستعداد لمحادثات السلام الدولية، ما منح النظام السوري مركز قوة على الأرض نتيجة الانقسامات والصراعات الداخلية التي يعيشها الائتلاف، وفي انتظار إعلان الائتلاف السوري المعارض عن موقفه النهائي من مفاوضات السلام تحاول القوى الكبرى دفع لحضور محادثات جنيف لإنهاء الصراع الدائر منذ نحو ثلاث سنوات وحصد أكثر من 100 ألف قتيل وتشريد الملايين. ميدانيا تواصل الجماعات الإسلامية المتطرفة تحقيق مكاسب على جبهات القتال التي تشهد صراعات حادة بين القوات النظامية والجيش الحر من جهة وبين مقاتلي المعارضة وعناصر التنظيم الإسلامي في العراق والشام التابع للقاعدة من جهة أخرى، وتمكن مقاتلو المعارضة السورية من محاصرة المقر الرئيسي ل”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، المرتبطة بتنظيم القاعدة في معقلها بمدينة الرقة شمال سوريا، وتمكنوا من تحرير 50 معتقلاً كانوا محتجزين في مقر ثان، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأفاد المرصد أن كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ أمس الأول المقر الرئيسي للدولة الإسلامية في العراق والشام في مبنى المحافظة بمدينة الرقة، مشيراً إلى تحرير 50 معتقلاً في سجن الدولة الإسلامية في مبنى إدارة المركبات في المدينة بعد السيطرة عليه.