أجمع أعضاء مجلس شورى حركة مجتمع السلم على خيار مقاطعة الرئاسيات المقبلة، بعد تأكدهم من عدم توفر شرطي الشفافية والنزاهة في تنظيم الانتخابات المقبلة، ولإعادة الاعتبار للحركة التي تأكدت من عدم تحصلها على نتائج إيجابية بعد أن أصبح ترشح الرئيس بوتفليقة أمرا شبه مؤكد. وحسب مصادر ”الفجر” فإن النقاش داخل بيت الحركة اتسم بالرأي والرأي الآخر مباشرة بعد قراءة الملف السياسي من طرف نائب مجلس الشورى الهاشمي جعبوب، حيث تناول الكلمة قرابة 260 عضو واختار غالبيتهم المقاطعة لاستعادة ولو جزء من سمعة الحركة التي تدهورت صورتها خلال التشريعيات الماضية، بعد عقدها لتحالف سمي ”تكتل الجزائر الخضراء”، وكان اسما المترشحين علي بن فليس، وأحمد بن بيتور، حاضرين بقوة، حيث طرح البعض فكرة تدعيم أحد المترشحين لتسجيل بصمة الحركة خلال الاستحقاقات في ظل غياب التيار الإسلامي. من جهة أخرى، اختار أبو جرة سلطاني التنازل عن الترشح، حتى في حال ترشيح عبد الرزاق مقري، بعد ترويج وسائل إعلامية لحرب خفية بينه وبين رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، إلا أن مصادرنا أكدت أن أبو جرة لا يرغب في الترشح بسبب انشغاله بنجله الذي يعاني من نزيف حاد، والذي يتواجد في مستشفى فرنسي منذ أكثر من سنة. وفي مجمل النقاش، أقرت الآراء على ضرورة اتخاذ موقف حاسم يحفظ للحزب سمعته لدى الشعب بسبب غياب ضمانات لإجراء انتخابات شفافة وفتح اللعبة السياسية، حيث تم طرح خيار المقاطعة كحل لمواجهة الوضع السياسي الراهن. وفي ذات السياق، أوضح رئيس مجلس الشورى أبو بكر قدودة، الذي خرج للصحافة في لقاء لم يدم دقائق، للحديث عن تردد عدة أسماء داخل القاعة، وعلى رأسها أحمد بن بيتور، وعلي بن فليس، غير أن الاختلاف الشديد بين الأعضاء خاصة بين الأقطاب المعروفة التي تحظى بثقل، عقّد من مسالة التوصل إلى قرار توافقي، وأشار إلى أن الحركة لن تجد حرجا في التنازل عن مرشحها المحتمل في حال ما إذا رفضته مجموعة 36.