تواصلت لليوم الثاني على التوالي احتجاجات تلاميذ الثانوي والنهائي، واجتاحت مؤسسات أخرى مقارنة باليوم الأول، لتتوسع بذلك رقعة الإضرابات لفرض التلاميذ منطقهم، وذلك في الوقت الذي تدخلت فيه وزارة التربية فورا لتهدئة الأوضاع معلنة عن اللجوء إلى تحديد العتبة بداية من 15 أفريل لفائدتهم، مع تفنيد وجود أي قرار يجرهم للدراسة أيام العطلة لتعويض الدروس الضائعة، مع إعطائهم صلاحيات نقل تقارير سوداء ضد الأساتذة الذين يسرعون في تقديم الدروس أو تقديمه بطريقة مطبوعة من أجل فصلهم نهائيا من قبلها. وتصاعدت أمس احتجاجات الشارع التي نقلها تلاميذ النهائي بالعاصمة إلى غاية مقر وزارة التربية بالعناصر لليوم الثاني، حيث تم الاعتصام وترديد شعارات كثيرة، من أهمها ”مصالحكم لا تعنينا.. مطالبنا تكفينا” و”العتبة مطلبنا والعطلة حقنا”، في الوقت الذي تدخلت فيه قوات الأمن لتفريق المحتجين الذين كانوا بالمئات واعتقال ”المشاغبين” منهم وإبعادهم عن مكان الاعتصام، قبل أن يقوم ممثلو وزارة التربية بالموافقة على استقبال 10 ممثلين عن الطلبة، أي تلميذين عن كل مؤسسة تعليمية. وبعد اجتماع دام لأكثر من ساعة قرر مسؤولو الوزارة، حسبما نقله أحد تلاميذ ثانوية محمد خوجة الواقع بالدويرة، أنه لا قرار حول الدراسة أيام الثلاثاء والسبت والعطلة، وأكدوا أن العتبة ستحدد ولكن حتى 15 أفريل عند استكمال التقارير الولائية واستكمال تقارير تقدم الدروس. وعن إسراع الأساتذة في تقديم الدروس لاستكمال البرنامج، دعت الوزارة التلاميذ إلى رفع شكاوى إلى مديري الثانويات والوزارة عن أي أستاذ يسرع أو يريد الحشو أو يعطي لهم دروسا مقدمة عن طريق الطبع من أجل فصله على الفور من قبلها، في محاولة لإعادة الاستقرار للقطاع بعد التضامن الكبير الذي أبداه التلاميذ فيما بينهم ودخولهم في إضرابات في غالبية الولايات، على غرار سطيف، تيزي وزو، وهران، المدية، الجلفة، تيبازة، العاصمة، بجاية، سوق أهراس، باتنة وغيرها من ولايات الوطن. وفي المقابل أكد مدير الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لفرع الجزائر العاصمة، بن زمرة مصطفى، أن الموعد المحدد لامتحانات شهادة البكالوريا المزمع إجراؤها في 1 جوان المقبل ”بقي ثابتا ولم يتم تغييره”، مضيفا فيما تعلق بالاحتجاجات التي قام بها طلبة الثانويات للسنة الثالثة المعنيين بشهادة البكالوريا بداية من أول أمس أمام مقر وزارة التربية الكائنة بحي العناصر، اعتقادا منهم بأنه سيتم تأخير هذه الامتحانات لشهر سبتمبر بسبب إضراب الأساتذة. وقال إن ذلك ”غير صحيح وأن موعد امتحانات البكالوريا لا يزال على حاله في 1 جوان المقبل”. وبتيبازة واصل أمس العشرات من تلاميذ ثانويات الولاية إضرابهم عن الدراسة لليوم الثاني على التوالي، استجابة لدعوة ما يسمى ”للنقابة الوطنية للتلاميذ”، مطالبين بإلغاء قرارات وزارة التربية الساعية إلى استدراك الدروس الضائعة بعد الإضراب الذي شنه الأساتذة خلال الأسابيع الفارطة، الأمر الذي قد يضر بمستقبلهم الدراسي، ويسبب ضغطا كبيرا لهم، دون حصولهم على عطلتهم. وتجمع عدد هائل من التلاميذ المضربين أول أمس أمام مبنى مديرية التربية حاملين شعارات منددة بالقرارات التي تنوي الوزارة تطبيقها قصد تدارك مخلفات إضراب الأساتذة، مؤكدين أنهم يرفضون تحمل إضراب الأساتذة وأخطاء الوزارة، وطالبوا فيها بتحديد العتبة قبل شهر أفريل القادم، وعدم تأجيل الامتحانات الرسمية، والاستفادة من العطل، وتوقيف الدروس قبل 21 يوما من موعد البكالوريا وإلزام الأساتذة بالسيرورة العادية للدروس وعدم الضغط عليهم لاستدراك التأخر في الدروس بسبب الإضراب. المضربون بكل من ثانويات تيبازة، وبوهارون والقليعة، أكدوا مواصلتهم الإضراب إلى غاية استجابة الوزارة لمطالبهم التي رفعوها، بالرغم من التطمينات التي قدمها إطارات بالمديرية، مفادها أنه لاشيء رسمي حول ما هو متداول بخصوص استدراك تأخر الدروس وإلغاء العطل وتأخير الامتحانات. منسق فيدرالية أولياء التلاميذ بتيبازة، السيد دخلي، في حديثه ل”الفجر” لم يخف تأسفه لشروع تلاميذ الثانويات في إضراب، مشيرا إلى توعية جميع أولياء التلاميذ عبر ثانويات الولايات، بالعمل على دعوة هؤلاء للعودة إلى أقسام الدراسة من أجل صون مستقبلهم الدراسي. وأقدم، نهار أمس، أيضا العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية يدرسون بعدة ثانويات بمدينة ڤالمة على التوقف عن الدراسة والخروج للشارع، احتجاجا على القرار المتعلق بتأجيل عطلة الربيع، واستخلاف الدروس الضائعة عقب إضراب الأساتذة الأخير. وطالب التلاميذ خلال تجمعهم أمام مديرية التربية بضرورة إشراكهم في كل قرار يهمهم، رافضين تحميلهم انعكاسات الإضراب الذي لم يشاركوا فيه، كما طالبوا بالعتبة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية، مبدين رفضهم ”دفع ثمن النزاع الذي تم بين وزارة التربية والأساتذة والذي دام قرابة الشهر”. وعرف احتجاج تلاميذ الأقسام النهائية الذي عرف مشاركة تلاميذ عدة ثانويات بمدينة ڤالمة على غرار ثانويات أول نوفمبر ومحمود بن محمود والكرمات طوقا أمنيا تحسبا لأي تجاوزات من التلاميذ. غنية توات/ مسعود مرابط/ محمد. ن