مأساة حقيقة يعيشها مسلمو جمهورية إفريقيا الوسطى، تشير إلى حملات إبادة جماعية وتطهير عرقي تتعرض لها هذه الأقلية بهذا البلد الذي يعيش أوضاعا جد صعبة تتدهور يوما بعد آخر، زادت من تعقيدها عمليات القتل الجماعي التي تنتهجها جماعة ”انتي بلاكا” ضد مسلمو هذا البلد دفعتهم إلى الهروب نحو دول الجوار وفي مقدمتهم التشاد التي تستقبل الآلاف من المسلمين الفارّين من حملات الإبادة التي تستهدفهم. بدأت الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ بإفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد الذي أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزيه شهر مارس 2013، وتنصبي ميشيل جوتوديا بديلا عنه ليكون أول رئيس مسلم لهذا البلد والذي لم يستمر في الحكم سوى عشرة أشهر، ليضطر للاستقالة في العاشر جانفي الماضي بعد عجزه عن السيطرة على الأوضاع واحتواء أعمال العنف، لينعكس هذا الفلتان الأمني على وضعية المسلمين الذين يعيشون رعبا يوميا جراء عمليات القتل والتنكيل بالجثث وقطع الرؤوس واغتصاب النساء وحرق المنازل والتهجير القسري وسرقه الممتلكات، وغيرها من الممارسات والانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها المسلمون على يد الجماعات المسيحية المسلحة. ولم تنجح كل محاولات حماية سكان البلد على الرغم من التدخل العسكري في إفريقيا الوسطى الذي أُعلن عنه في الخامس ديسمبر الماضي وباركه مجلس الأمن والذي بدأ بتعداد 600 جندي ليتضاعف العدد بعدها، كما فشل تفويض القوات الإفريقية بمهمة إعادة الأمن والاستقرار في إفريقيا الوسطى في وضع حد للمذابح التي تحدث ببانغي ويدفع ثمنها المسلمين بآلاف الضحايا والنازحين، لتبقى الفوضى سيدة الموقف في إفريقيا الوسطى دون تحمل أي جهة مسؤولية لتبقى مسؤولية ما يحدث للمسلمين في إفريقيا الوسطى ملقاة على عديد الأطراف وفي مقدمتهم حكومة البلد.