أكد الأطباء المختصون المشاركون في اللقاء العلمي حول مرض الغدد العصبية الذي وضع تحت المجهر بعد تشخيص العشرات من الحالات المرضية، أن أورام الغدد العصبية نادرة الحدوث بنسبة انتشار 3 إلى 4 حالات بين 100 ألف شخص هذه النسبة تضاعفت 5 مرات خلال 30 عاما، وهي أمراض بأعراض نموذجية قليلة تتطلب عدة سنوات بين الظهور والتشخيص. كما أنها تعرف بنموها البطيء، وهو ما يفسّر أيضا الانتظار لسنوات طويلة قبل التشخيص الدقيق والنهائي. الهدف من اللقاء الذي جمع أيضا قامات عالمية في هذا التخصص، على غرار البروفيسور فيليب روسزنويسكي رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض البنكرياس بمستشفى بوجون كليشي بفرنسا، الذي قدم آخر المستجدات من حيث التشخّيص وتطوّر العلاج وكذا تبادل التجارب الأوروبية والفرنسية. من جهته دعا البروفيسور في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، نبيل دبزي، إلى الضرورة الملحة لإنشاء هيئة تجمع خبراء من تخصصات مختلفة من أجل التكفل بالأشخاص المصابين بهذا المرض الذي يشمل العديد من التخصصات الطبية، خاصة أن أورام الغدد العصبية تشكّل شبكة تنمو على الأرجح في كل نقطة من الجسم تتميز بقدرتها على إفراز الهرمونات. أمّا البروفيسور بمصلحة بيار ماري كوري بالعاصمة، سمير حاج أعراب، فيرى أنّ هذه الأمراض النادرة التي تعرف بالمقابل نموا معتبرا، لا يتم تشخيصها إلا عن طريق الصدفة غالبا أثناء تسجيل تعقيدات صحية لدى المرضى أو عن طريق الأشعة والتصوير. ويضيف من جهته البروفيسور أوكال محمّد، رئيس مصلحة عيادة الأورام أمين زيغود (بوفريزي سابقا) أنه من الصعب جدا تحديد حجم المرض، فهناك رفض كبير من قبل المصابين للكشف عن ذلك، ويجب أن نتحدث عن انتشار المرض الذي يصنّف مباشرة عقب سرطان القولون وسوطان الرئة، وأكّد البروفيسور قرابة، رئيس مصلحة الجراحة بالمركز الصحي بيار ماري كوري، أن التشابك في الاختصاصات الطبية في هذا المرض يجعل التكفل بالمرضى صعبا جدا. وحسب المتحدث فإن أورام الغدد العصبية متكفل بها من قبل شبكات طبية مختصة تجمع أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الغدد والجراحين ومختصين الأورام والمختصين في الطب النووي، وتتطلب إمكانيات عمل وأجهزة طبية كبيرة، والتي تبقى شبه منعدمة في المؤسسات العمومية، وذلك ما كان وراء وفاة العديد من المرضى بعد فشل العمليات الجراحية.