دعا العديد من المختصين إلى ضرورة إنشاء هيئة وطنية مشتركة لمرضى أورام الغدد العصبية، لما يعانيه هؤلاء من تشتت وترحال بين مختلف الاختصاصات يصعّب التكفل بهم، وحسب المختصين فإن أورام الغدد العصبية تصنّف الثانية في الجزائر بعد سرطان القولون وسرطان الرئة. وقد كان التكفل بأورام الغدد العصبية محل لقاء علمي نظّمه "إيبسون فارما الجزائر" وقد جمع اللّقاء مختصين في طب الأورام والغدد ومختصين في علم الأمراض وآخرون في علم الأمراض الباطنية. وحسب ما أكّده المشاركون، فإن أورام الغدد العصبية نادرة الحدوث بنسبة انتشار 3 إلى 4 حالات بين 100 ألف شخص، هذه النسبة تضاعفت 5 مرات خلال 30 عاما، وهي أمراض بأعراض نموذجية قليلة تتطلب مرات عدة، سنوات عديدة بين ظهور السرطان وتشخيصه، كما أنها تعرف بنموها البطيء، وهو ما يفسّر أيضا الانتظار لسنوات طويلة قبل التشخيص الدقيق والنهائي. الهدف من اللقاء الذي جمع أيضا قامات عالمية في هذا التخصص على غرار البروفيسور فيليب روسزنويسكي رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض البنكرياس بمستشفى بوجون كليشي بفرنسا، هو تقديم آخر المستجدات المشخّصة وتطوّر العلاج وكذا تبادل التجارب الأوروبية والفرنسية. من جهته استعجل البروفيسور في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي نبيل دبزي إنشاء هيئة تجمع خبراء من تخصصات مختلفة من أجل التكفل بالأشخاص المصابين بهذا المرض الذي يشمل العديد من التخصصات الطبية. وتشكّل أورام الغدد العصبية شبكة تنمو -على الأرجح- في كل نقطة من الجسم تتميز بقدرتها على إفراز الهرمونات. أمّا البروفيسور بمصلحة بيار ماري كوري سمير حاج أعراب فيرى أنّ هذه الأمراض النادرة التي تعرف بالمقابل نموا معتبرا، لا يتم تشخيصها إلا عن طريق الصدفة، غالبا أثناء تسجيل تعقيدات صحية لدى المرضى أو عن طريق الأشعة والتصوير. ويضيف من جهته البروفيسور أوكال محمّد رئيس مصلحة عيادة الأورام أمين زيغود بوفريزي سابقا: من الصعب جدا تحديد حجم المرض، فهناك رفض كبير من قبل المصابين للكشف عن ذلك، بل يجب أن نتحدث عن انتشار المرض الذي يصنّف مباشرة عقب سرطان القولون وسوطان الرئة. وأكّد البروفيسور قرابة رئيس مصلحة الجراحة بالمركز الصحي بيار ماري كوري أن التشابك في الاختصاصات الطبية في هذا المرض تجعل التكفل بالمرضى صعبا جدا.