يعيش أزيد من 5000 طفل مصاب بداء القلب عبر مختلف ولايات الوطن أعمارهم من الصفر إلى 10 سنوات، يعانون وضعية صحية خطيرة ومتدهورة تتطلب إجراء عمليات جراحية استعجالية، وذلك في غياب مراكز المختصة للتكفل بالأطفال المصابين بالمرض، وهو ما كان وراء تسجيل بين حالتين إلى ثلاث وفيات أسبوعيا. قال ل”الفجر”، رئيس جمعية القلب المفتوح للأطفال المسماة ”لا-لا” شتوان عبد القادر، أن العديد من المرضى من الأطفال المصابين بداء القلب أصبحت حالتهم الصحية في تدهور مستمر، وذلك في غياب التكفل الصحي بهم، والذي يخلف أسبوعيا العديد من الوفيات بين المرضى بإحصاء وفاة حالتين أو أكثر من ثلاثة يتم الإعلان عنها بالمراكز الطبية، خاصة أن جميع العمليات الجراحية التي تخص الأطفال المرضى كانت تجرى بالخارج، إلا أنه بعد إلغاء تنقل المرضى أزم الوضع، وهو الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر، حيث يبقى مستشفى بوسماعيل الوحيد الذي يتكفل بجميع مرضى ولايات الوطن من الأطفال وتجرى به العمليات الجراحية، إلا أنه أمام الضغط الكبير للمرضى فإن المركز أصبح عاجزا بالتكفل بجميع المرضي، حيث الكثير من الأولياء يتجهون إلى المستشفى لكنهم يرجعون بدون فائدة نتيجة الاكتظاظ الحاصل في مصالح المستشفى، وذلك ما جعل حالتهم الصحية حرجة وفي وضعية خطيرة، منهم 300 طفل بالجهة الغربية و120 بوهران أولياؤهم يوميا في رحلة هاب والإياب على العيادات والمراكز الطبية، لكن لنقص الأطباء المختصين في الجراحة أمراض القلب وكذا المراكز المتخصصة بات يرهن حياة هؤلاء الأطفال. وقال محدثنا إن إجراء أشعة، والتي تعرف ب ”كتترزم”، باتت تكلف أوليائهم مبالغ مالية معتبرة بحيث تقدر تكاليفها بين 10 آلاف و12 ألف دج في الوقت الذي يبقي فيه الكثير من الأولياء بدون عمل، ما جعل أبناءهم عرضة للموت.. ليضيف ”إننا أمام هذه الوضعية طرحنا أكثر من شكوى أمام المسؤولين من مديرية الصحة ومصالح الطبية الأخرى لمساعدة هؤلاء الأطفال والتكفل بهم، خاصة أن تكاليف العملية لدى العيادات الخاصة باتت تكلف أولياءهم 120 مليون سنتيم، وهو الأمر الذي جعل أولياءهم مكتوفي الأيدي أمام معاناة أبنائهم وهم يموتون في صمت. في سياق ذي صلة أوضح شتوان أنه تم مؤخرا فتح مصلحة للتكفل بالمرضى من الأطفال بمستشفى كناستال بوهران، إلا أنها غير مجهزة ولا توجد بها إلا الجدران.. ما جعل أولياء المرضى يستعجلون الجهات المختصة بتجهيز تلك المصلحة لإجراء العمليات الجراحية لأبنائهم.