عالجت، نهاية الأسبوع الماضي، محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة قضية قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد بطلها شاب في العشرينات من العمر أجهز على زوج أخته على طريقة أفلام الرعب، لأسباب مجهولة، حيث جاء في أوراق القضية التي تعود أطوارها إلى نهاية سنة 2007 أن المتهم ترصد زوج أخته حين جاء لزيارتهم بمنزلهم الكائن بحي 1272 مسكن بباتنة وانتظره بمخرج العمارة إلى حين مغادرته البيت وباغته بضربة خنجر على مستوى القلب جعلت الضحية يهرول مسرعا نحو منزل صهره مستنجدا بزوجته، غير أن المتهم بادره بضربة أخرى بواسطة حجر على مستوى الرأس أفقدته وعيه، قبل أن يقوم برش جسده بمادة سريعة الالتهاب وإضرام النار فيه، وقد قام بعدها بتسليم نفسه إلى مصالح الدرك بالولاية، وقد أثارت بشاعة الجريمة اهتمام المواطنين بملابساتها وأسبابها، وقد صرحت زوجة الضحية “ع.ر” طالبة جامعية في العشرينات من العمر، وأخت المتهم أن هذا الأخير كان يتصرف بعدوانية تجاه أخواته وأبدى عدم رضاه عن زواجها من الضحية لأسباب مجهولة، كما أكد والد المتهم أن ابنه مصاب باضطرابات عقلية ونفسية أثبتتها الخبرة الطبية التي أجريت عليه أول مرة، وسبب ذلك حسب الوالد، هو أنه شاهد إرهابيين يقومون بذبح مواطنين في حاجز مزيف، فتوقف عن العمل منذ تلك الواقعة ولزم المنزل وبدأ يتصرف بطريقة غير مفهومة، فيما لم يبد الشهود من أهل المتهم والضحية أسبابا واضحة لهذه الجريمة التي نوّه النائب العام ببشاعتها خلال مرافعته ملتمسا عقوبة الإعدام في حق المتهم، غير أن دفاع المتهم استظهر خلال مرافعته التقارير الثلاثة التي تلت ارتكاب المتهم للجناية وأثبتت إصابته باضطرابات عقلية حادة ومزمنة، وقد خلصت المحكمة إلى قناعة إدانته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد مع إعفائه من العقوبة وإيداعه بالمؤسسة الاستشفائية العقلية بوادي العثمانية.