أنجزت مؤسسة ”أوبتا” الإنجليزية الشهيرة والمختصة بالدراسات المتعلقة بالمضمون الرياضي، دراسة عن حظوظ المنتخبات ال32 المتأهلة لنهائيات مونديال 2014 بالبرازيل. واعتمدت الدراسة التي أعدتها المؤسسة بالتعاون مع صحيفة ”ليكيب” الفرنسية على نتائج المنتخبات منذ مونديال 2010 وحتى التصفيات بالدورة المقبلة سواء في المباريات الرسمية أو الودية التي خاضتها هذه المنتخبات، فضلا عن الأسماء الذي يضمها كل منتخب من أسماء لامعة، إضافة إلى عوامل أخرى بإمكانها التأثير على نتائج البطولة على غرار عاملي الأرض والجمهور للبلد المستضيف. وفقا لنتائج الدراسة، فإن المنتخب البرازيلي المتخم بالنجوم والمدعم بسلاحي الأرض والجماهير مرشح لإاتلاء عرش الكرة العالمية واستعادة لقبه الضائع منه منذ عام 2002، حيث حصل السامبا على أعلى نسبة حظ بلغت 23.5، حيث جاءت هذه الأفضلية على الرغم من ن زملاء تياغو سيلفا خسروا الكوبا أمريكا، إلا أن أداءهم الجيد وتتويجهم المستحق بكأس القارات في يونيو المنصرم ضاعف من فرصهم في التتويج باللقب العالمي. وجاء ثانياً في قائمة الترشح المنتخب الألماني الذي قدم مستويات كبيرة في السنوات الأخيرة تحت قيادة مدربه جواكيم لوف، وحيث المانشافت حصل على نسبة 16.3، فيما كانت المفاجأة الأكبر بحلول المنتخب الإسباني بطل العالم وبطل أوروبا في المركز الثالث ب 13.8، وهي نسبة اخذت بعين الاعتبار تراجع اللاروخا نوعا ما في أداءهم منذ نهائيات أمم أوروبا 2012 عندما وجدوا صعوبة في بلوغ نهائيات مونديال 2014، وخسروا نهائي كأس القارات بثلاثية نظيفة فضلاً عن تراجع مستوى عدة لاعبين يمثلون مفاتيحه الرئيسية وصانعي انتصاراته على غرار إنييستا وتشافي. وبالنسبة للممثل الوحيد للكرة العربية المنتخب الجزائري فإن الدراسة رشحته لمغادرة المنافسة مبكراً والخروج من الدور الأول مثلما حدث له في مشاركاته الثلاث الآأرى، رغم أن القرعة أوقعته في مجموعة ليست سهلة لكنها متوازنة إلى حد كبير مقارنة بمجموعته السابقة في المونديال المنصرم التي كانت قد وضعته أمام منافسين من العيار الثقيل. وبحسب ”أوبتا” فإن الخضر يصنفون ضمن أضعف المنتخبات وأقلها حظوظاً لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخهم، إذ أن تتويجهم بالبطولة احتمال نسبته 0 في المائة، أي أنه يستحيل بلغة الأرقام التي استدلت بها الدراسة على الخضر الظفر بالبطولة، وهو ترتيب موضوعي بالنظر إلى تذبذب أداء ونتائج أشبال المدرب البوسني وحيد حليلوزيدش منذ سنوات والصعوبة الكبيرة التي وجدوها في التأهل لكأس العالم، فيما بلغت نسبة تأهل المحاربين للدور الثاني 14.9 وللربع النهائي 3.2 وللدور قبل الأخير 0.8، أما احتمال وصولهم للمباراة النهائية فتصل إلى ما نسبته 0.3. ويُعد منتخب ساحل العاج حسب الدراسة أكثر المنتخبات الإفريقية حظا في المونديالو إذ أن تتويجه باللقب العالمي تصل نسبته ل0.5 في المركز ال24 يليه منتخب نيجيريا في الصف ال 24 بنسبة تتويج وصلت إلى 0.3. ونجت الجزائر من الترتيب الأخير بما أن منتخبات غانا التي كانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نصف النهائي في جنوب إفريقيا لولا جرأة لويس سواريز وأنانية جيان اسامواه ومنتخب الكاميرون واستراليا. الأرجنتين في المركز الرابع والمنتخب الهولندي خامسا ووضعت الدراسة المنتخب الأرجنتيني في المرتبة الرابعة بنسبة 9.2 رغم أنه يضم في صفوفه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وأفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية، ولكن يبدو أن تراجع مستوى البرغوث وخسارته لجائزة الكرة الذهبية ساهم في هذا الترتيب، خاصة أن منتخب التانغو يراهن بشكل كبير عليه في المونديال رغم تواجد عدة أسماء لامعة أخرى مثل سيرجيو أغويرو. ورشحت المؤسسة الإنجليزية المنتخب الهولندي ليكون خامس منتخب بإمكانه التتويج بالبطولة بنسبة بلغت 6.5 فقط، رغم أنه كان وصيف النسخة الأخيرة في جنوب إفريقياو ورغم أنه تأهل بسهولة للنهائيات بعدما كان قريباً من تحقيق العلامة الكاملة في عدد النقاط، ووفرة عدد هام من النجوم المتميزين مثل فان بيرسي وروبن. وحل خلف هولندا منتخب كولومبيا بنجمه المشكوك في مشاركته المهاجم راداميل فالكاو، إلا أن الغريب في الأمر أن يحتل المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه الأفضل في العالم كريستيانو رونالدو خلف كولومبيا في الصف السابع يليه منتخبا إنجلترا والأوروغواي رابع البطولة عام 2010. فيما احتل المنتخب الفرنسي المركز العاشر، أي أنها مرشحة على الأقل لتحقيق نتيجة أفضل مما حققته في دورة جنوب إفريقيا التي انتهت بنكسة تاريخية لا تزال آثارها قائمة. ويبقى عامل المفاجأة هو الوحيد الذي بإمكانه تكذيب مثل هذه الدراسات، خاصة أن جل الدورات السابقة من كأس العالم شهدت مفاجآت من العيار الثقيل بإقصاء عدة منتخبات من الدور الأول مثلما حدث مع الأرجنتين عام 2002 أو بلوغ منتخبات متوسطة المستوى لأدوار متقدمة مثلما حدث مع الكاميرون في مونديال 1990 بإيطاليا ببلوغها الدور الربع النهائي.