حاولت أمس نحو 1800 عائلة تقطن الأكواخ القصديرية والبناءات الهشة، بحي بوخضرة بعنابة، اقتحام مقر الولاية، حيث تدخلت مصالح الأمن لتطويق المكان وتعزيز مختلف المنافذ المؤدية للمكان بعناصر إضافية للأمن، وذلك تحسبا لأي انزلاق خطير. وهدد المحتجون بتصعيد مستوى الغليان الشعبي، في حال عدم الإفراج عن قرار الترحيل، وفي هذا السياق عبرت العائلات عن امتعاضها الشديد إزاء “الحڤرة والتهميش والإقصاء” من أحقية الاستفادة من حصتها السكنية، والتي تعتبرها جرعة أكسجين للتخلص من المعاناة الطويلة مع السكن الهش، خاصة في ظل تدهور إطارهم المعيشي بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء واختلاط مياه الشرب مع مياه قنوات الصرف الصحي. وفي سياق متصل أكد طالبو السكن بعنابة أن الجهات المحلية تتلاعب بالقوائم الاسمية في الوقت الذي كان والي عنابة محمد منيب صنديد قد وعدهم بتسوية مطالبهم بعد الانتخابات، وهي النقطة التي أثارت غضب المتجمهرين، حيث طالبوا بضرورة ترحيلهم، بعد شهرين من الانتظار، إلا أن أحلامهم تبخرت بسبب قرار وزاري أجل عملية ترحيلهم لسكناتهم ببوخضرة رقم 3، رغم أنهم كانوا قد جمعوا أغراضهم وجهزوها تحضيرا للترحيل، إلا أن ذلك حال دون الإفراج عن مطالبهم. وعلى صعيد آخر كان والي عنابة محمد منيب صنديد قد خرج عن صمته بسبب سلسلة الاحتجاجات والفوضى والغليان الشعبي التي فجرها مؤخرا سكان القصدير ببني محافر وبوخضرة، بعد خروجهم في انتفاضات شعبية دامية، حيث وجد صنديد نفسه محاصرا بطالبي السكن، الذين وعدهم بالإفراج عن ملفات سكناتهم بعد الانتخابات مباشرة، مع إعادة إسكان العائلات المتضررة بعنابة.