لا يمكن الاستمرار في سياسات الاٍخفاق أكد مولود حمروش، أن حل الأزمة الخطيرة التي تعيشها الجزائر، يمر حتما عبر اتفاق بين ثلاثة أشخاص وهم الرئيس المنتهية عهدته عبد العزير بوتفليقة، نائب وزير الدفاع قايد صالح، والجنرال محمد مدين المدعو ”توفيق”. استضاف أمس، فوروم ” ليبرتي”، رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، الذي استهل مداخلته بالتأكيد على أن ”الجزائر لا تملك حكومة بل وزراء، ولا تملك برلمانا بل نواب”، مضيفا أنه ”نحن نعاني من غياب ثقافة المراقبة، فمثلا لا توجد أية هيئة بإمكانها مراقبة مدى صدقية التصريح بالممتلكات الذي قدمه المترشحون الستة”، معبرا عن قلقه لأن الأزمة بلغت مرحلة مخيفة ستبقى سواء فاز بوتفليقة أم لا. وقال إن ”هناك ثلاثة وطنيين يتحملون المسؤولية التاريخية لإخراج الجزائر من الأزمة التي تهدد كيانها وهم بوتفليقة، قايد صالح ومحمد مدين، وعليهم أن يتحلوا بالشجاعة”. وشبه رجل الإصلاحات المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الشخصيات سالفة الذكر بما واجهه الباءات الثلاثة خلال الثورة التحريرية، بن طوبال، بوصوف وكريم بلقاسم. وأوضح في رده على أسئلة الصحافة، التي اعتبرت الثلاثي المذكور سببا في الأزمة وليس بداية حل، أن خطورة الوضع الحالي ”تجبرنا على تجاوز الماضي والتغاضي عن الحصيلة والتوجه المباشر إلى الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد”. وواصل بأنه ”لا يمكن للشخصيات الثلاث أن تواصل في سياسات الإخفاق، وعليهم التصريح برغبتهم في إنقاذ الجزائر في هذا الظرف الحساس”. وقال حمروش، في رده على سؤال ”الفجر” بخصوص مدى قدرة بوتفليقة على تحمل أعباء إخراج البلاد من الأزمة نظرا لوضعه الصحي المتردي، إن تسميته لأشخاص لا يعني أنهم سينشطون بمعزل عن الأجهزة التي يترأسونها، وأبرز أن ”كل تغيير يحتوي على جانب تطبيقي تتكفل أجهزة بوضعه حيز التنفيذ”، مضيفا أنه ”عليهم تسليم المشعل لكن قبل ذلك يجب تسليم المفتاح للشباب لفك طلاسم الأزمة”. وأكد المتحدث على ضرورة وضع جميع الاقتراحات في سلة واحدة، والخروج بمشروع توافقي يقي الجزائر المخاطر المتربصة بها، وشدد على أنه ”أنا شخصيا لم أسكت، ففي كل مرحلة حرجة قدمت رؤيتي واقتراحاتي، لكن هناك إرادة لكتم الأصوات المعارضة”، وعرج على خطاباته السابقة التي وجه فيها رسائل للجنرالات الجدد في المؤسسة العسكرية، موضحا أن ”الجيل الجديد من العسكر مكون جيدا من كل النواحي، ويراقب عن كثب التطورات الحاصلة في الجوار”، داعيا الجيش إلى ”تنمية علاقاته مع الشعب”.