في إطار الإستراتيجية التي ينتهجها الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة بالتنسيق مع وزارة الثقافة، تم أول أمس، بفضاء قصرالثقافة مفدي زكريا، بالعاصمة الجزائر، بحضور شخصيات سياسية وأمنية وفنية، تدمير أزيد من 1.7 مليون دعامة سمعية وبصرية مقرصنة ومتعددة الوسائط، ومنح 570 مليون دينار لفائدة الفنانين الجزائريين. لدى إشرافها على العملية قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي، بأنّ الحكومة الجزائرية ملتزمة بالعمل المتواصل لحماية حقوق الملكية الفكرية الأدبية والفنية والصناعية على حد سواء على نحو متطابق والقوانين الوطنية والمعاهدات الدولية التي التزمت الجزائر بها في هذا المجال. وأضافت تومي بأنّ تدمير أكثر من مليون و700 ألف دعامة مقرصنة، لا يعدّ بروتوكلا فقط، إنّما يشكلّ محطة للتقييم الموضوعي، وأيضا لتقييم ما لم ينجز ولم يتحقق بعد ولتجنب مستقبلا الحواجز التي تعيق حماية حقوق المؤلفين، وذلك في إطار تطبيق سياسة الدولة الجزائرية في المجال. مؤكدة أنّ الدولة قدّمت ضربة موجعة لمروجي ومسوقي المصنفات الأدبية والفنية المقلدة على نحو غير مسبوق، إذ مكنت طريقة العمل الحديثة من تحديد ومتابعة المتاجرين من طرف أعوان المراقبة التابعين للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وكشفت في السياق أنّ وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سطرتا معا إستراتيجية تقوم على أربعة محاور تتعلق بنشر ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية وتمكين الجمهور من الحصول على المادة الثقافية بطريقة قانونية مع مراعاة الإمكانيات المالية لعموم الجمهور وتكثيف مراقبة السوق. وأشارت بأنّ الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يضم اليوم 10050 مؤلف و2800 فنان مؤدي و130 منتج تسجيلات، ويقوم بإدارة جميع أصناف الفنون الأدبية الواقعة في مجال الإدارة الجماعية كالمصنفات الموسيقية والدرامية والأدبية المذاعة وغيرها. كما ارتفعت مؤخرا موارد الديوان بين سنتي 2012 و2013، بنسبة تقدر بأكثر من 30 بالمائة. كما تم بالمناسبة منح صكوك بمبالغ مالية بمبلغ إجمالي قدرّ ب 57 مليار سنتيم، ”570” مليون دينار، لأزيد من 2000 فنانا، خاص بحقوق مؤلفاتهم المستغلة في القنوات الإذاعية والتلفزيون وكذا في الحفلات وفي الملاهي وغيرها. في سياق ذي صلة، أبرم مدير الديوان سامي بن شيخ اتفاقية تعاون مع المتعامل التاريخي للهاتف النقال ”موبيليس”، بحضور رئيس الشركة سعد دامة، والوزيرة دردوري بهدف استغلال الأعمال الفنية الموسيقية والسينمائية والتراثية الوطنية والأجنبية التي تندرج ضمن تصرف الديوان، مقابل مبالغ مادية. فيما يمضي المتعاملين ”أوريدو” وجازي”، عقدا مماثلا لكل واحد منها في غضون أسبوع.