طالب رؤساء خمس جمعيات ثقافية وفنية، المترشحين لرئاسيات ال17 أفريل، بإدراج برامج ثقافية إلى جانب السياسية والتنموية والاقتصادية، حيث حسبهم، أنّ الثقافة آخر انشغالات الرمرّشحين ال6 الذين يطمحون إلى الجلوس على كرسي المرادية ولا يبالون بالمثقف والفنان. وفي وقفة احتجاجية نظمت، أول أمس، بقصر الثقافة، مفدي زكريا، بالعاصمة الجزائر، من طرف أعضاء ورؤساء خمس جمعيات ثقافية هي الجاحظية”، ”الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي”، التي يرأسها الشاعر توفيق ومان، ”جمعية الكلمة للثقافة والإعلام”، ”جمعية ”نوافذ ثقافية” والجمعية الثقافية ”أحلى الكلام”، شهدت غياب كلي للمتضامنين معهم لأسباب تبقى تثير التساؤلات، مما يعكس أنّ الثقافة في بلادنا تعاني التهميش والإقصاء بدء من الساسة الذين يولون عناية أكبر لمصالحم الشخصية بعيدا عن التفكير في انشغالات المثقف والفنان على حدّ السواء. وخلال الوقفة الاحتجاجية أعرب الحاضرون من رؤساء الجمعيات الثقافية، الذين حضروا نيابة عن زملائهم والطبقة المثقفة بصفة عامة، أن تظاهرهم أمس الأول، ليس اعتباطيا بل لإعطاء الوقفة السلمية مصداقية كبيرة، تهدف أساسا إلى المطالبة بضرورة إدارج المرشحين للانتخابات الرئاسية برامج ثقافية ضمن أجندتهم التي دخلوا بها سباق الرئاسة منذ أزيد من أسبوع. وفي السياق انتقد رئيس الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان طريقة تفكير المتنافسين على كرسي المرادية، قائلا ”من العيب والعار أن لا يتطرق المترشحون الستة للانتخابات إلى البرامج الثقافية في حين يولون اهتماما كبيرا حسبه للقطاعات الأخرى ومنها حتى البرامج الرياضية”. وأضاف توفيق ومان ”الملاحظ اليوم في الساحة السياسية يعكس مدى تقزيم الفعل الثقافي”. ومن جهته أوضح رئيس جمعية نوافذ وطار بأن هذه الوقفة الاحتجاجية تهدف إلى لفت انتباه المترشحين لأهمية القطاع الثقافي في الجزائر الذي همش منذ الاستقلال بالرغم من دوره مقارنة بالمجالات الأخرى،، وقال في الصدد بأنّ غياب المثقفين عن هذه الوقفة راجع لسوء اختيار اليوم المناسب لأمور تتعداهم على حد قوله، غير أنه اعتقد بأنّ الأهمية تكمن في حضور رؤساء الجمعيات ما يعطي مصداقية كبيرة ومهمة لهده الوقفة الاحتجاجية. وفي السياق وقّعت الجمعيات الخمسة على ”بيان” تأسفت كونهم لا زالوا يعانون منذ الاستقلال من عدة مشاكل تعيق عملية الإبداع وتجعلهم يعيشون وضعا مأساويا لا يحسدون عليه في ظل غياب قانون أساسي خاص بالفنان والكاتب”. وأضافت الجمعيات ”رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات التشريعية للبلاد وكذا وزارة الثقافة من أجل ترقية المستوى المعيشي للفنان والكاتب، كان آخرها المصادقة على القانون الخاص بالضمان الاجتماعي للفنان، إلا أن قطاع الثقافة في الجزائر ما يزال عاجزا عن تسجيل قفزة نوعية رغم المؤهلات والأسماء الكبيرة التي يزخر بها”. كما اعتبر الموقعون بأنّ هذه الوضعية المأساوية تجعل الجزائر تتخلف عن مواكبة الدول العربية والمتقدمة التي تشهد حراكا نوعيا كبيرا في المجال الثقافي مما يدل على المكانة المرموقة التي تحتلها الثقافة في تلك المجتمعات”. مؤكدين قولهم بأنّهم لا ينقصون من مجهودات وزارة الثقافة التي خصصت ميزانية كبيرة للدفع بعجلة الثقافة إلى الأمام من خلال إنجاز مرافق هامة في جل المناسبات التي عرفتها الجزائر. وحمل البيان في الختام دعوة إلى مراجعة السياسة الثقافية لبلوغ السكة الصحيحة التي يحلم بها أي مثقف وطني غيور على وطنه ومحب للعمل الثقافي الحقيقي بعيدا عن الانتهازية وتحقيق المصالح الشخصية.