كشف رئيس الإتحاد الوطني للخبازين الجزائريين، يوسف قلفاط، أن صفقة منح قروض للخابزين التي تشمل اقتناء عتاد توفير المولد الكهربائي للمخابز، منها عتاد وشاحنات صغيرة الحجم بقيمة تصل إلى 500 مليون دج مع المدير العام لبنك ”بدر” كانت وعودا كاذبة، فالصفقة لم تر النور إلى يومنا هذا. من جهة أخرى كشف أن 50 بالمائة من المخابز يستعملون ”ملح المحاجر” الذي يهدد صحة المستهلكين. اعتبر قلفاط، في مكالمة هاتفية مع ”الفجر”، هذا القرار كان قد يجني الكثير للخبازين، خاصة أنه كان سيسشمل خفض نسبة الضرائب إلى 5 بالمائة من رقم الأعمال بعدما كانت 12 بالمائة، بالإضافة إلى تفادي المخابز الخسائر التي تسجلها جراء الانقطاعات المتكررة للكهرباء، خاصة في فصل الصيف. كما أن الخبازين - يضيف محدثنا - رفضوا مقترح نسبة 7 بالمائة كفائدة يحصل عليها بنك بدر، بمجرد حصول الخباز على القرض من أجل اقتناء المولد الكهربائي، علما أن لكل مولد سعره تبعا لنوعيته وقوته، وبالتالي فنسبة الفائدة تلك ستثقل كاهل الخبازين. من جهة أخرى، ذكر رئيس الإتحاد الوطني للخبازين الجزائريين يوسف قلفاط، أن أكثر من 50 بالمائة من الخبازين يلجأون للملح غير المعالج بمادة اليود، مستعملين ملحا مستخرجا من المحاجر باعتبار أن سعر هذا الأخير أرخص من الملح المتوفر بالأسواق، وهو ما يشكل خطرا على صحة المستهلك، موضحاً أن هذا المشكل طرح على مسؤولي الشركة الوطنية للملح باعتبارها الممون الوحيد للملح المعالج باليود في الجزائر، إلا أن هذه الأخيرة - يقول قلفاط - أكدت أن الملح المستعمل في الخبز معالج تحت مراقبة دقيقة من قبل المصالح الخاصة، في حين أن ملح المحاجر لا يمر على مراقبة المصنع، حيث هو معرض للغبار والأمطار التي قد تضر بالصحة، بينما أن الهدف الأساسي للملح - يضيف محدثنا - هو الحفاظ على صحة المواطن الجزائري وليس الربح كون استعمال ملح دون يود مضرا جدا بالصحة، خاصة أن 75 بالمائة من طعام الجزائري هو الخبز. وفي محاولة لمعرفة مدى خطورة استعمال الملح الصخري في مادة الخبز، أكد الدكتور موسى قوادري، أخصائي في الطب العام، أن هذا الملح قد يهدد بشكل كبير صحة المستهلك لما يحدثه من تعقيدات صحية، منها الإصابة بالسرطان إلى جانب ارتفاع الضغط الدموي، والذي يؤدي غالبا إلى الاصابة بالسكتة الدماغية التي تحدث غالبا حين لا يتمكن الدم من الوصول إلى الدماغ. وإذا لم يتلق الدماغ التروية الدموية الكافية، فإن خلاياه تبدأ بالتلف ويعجز الدماغ عن القيام بوظيفته على نحو جيد. كما أن الملح الحجري يحتوي مواد كيميائية خطيرة، ولذا تجب معالجة هذا الملح قبل تصنيعه. أما الخبازون فهم يستعملون الملح الصخري لرخص ثمنه، والملح الصخري في حقيقته هو عبارة عن رواسب الامطار، لأن المطر يحتوي نسبة من الأملاح تترسب على الصخور، وهو ما إدى إلى تسميته بالملح الصخري وملح البحر أوالملح الخشن. وفي هذا الإطار أكد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، أن في الصناعة الغذائية لابد أن يكون الملح معالجا ومزودا باليود، والذي يعد ضروريا لنمو الانسان، وأي مادة تستعمل في الإنتاج الغذائي لا يحتوي هذا العنصر يعتبر ضررا لصحة المستهلك، خاصة مادة الخبز التي تعد كثيرة الاستهلاك وضروري تواجدها على مائدة الجزائري بصفة عامة. لذا - يضيف محدثنا - يجب أن يكون الملح المستعمل وفق المقاييس الصحية حتى لا يترتب أي ضرر على صحة المستهلك لدى استهلاكه المنتوجات الغذائية المصنعة، وعلى المنتج أن لا يتهاون على حساب الربح الكبير. ونحن ندعو كجمعية لحماية المستهلك أن تكون رقابة مخبرية صارمة لمنتجي الملح والتأكد من مدى معالجته لتفادي الضرر، ونحن على علم أنه في السنوات الماضية تم حجز الملح الحجري الغير معالج، وتخوفنا كان في المطاعم الجماعية كالمستشفيات والمدارس، حيث يقوم الممون باقتنائها مباشرة والسلسلة الرقابية تكون ناقصة، وإمكانية استهلاك الملح غير المعالج وتسويقه أكبر.. لأن الغش في هذه المطاعم يكون أسهل.