قال المترشح موسى تواتي، أن توجيه اللوم لبوتفليقة الذي أدى واجبه الانتخابي كمترشح على كرسي متحرك أمر حرام، تقديرا منه أنه شخص ميت، و”اللوم على من يدفعون بالرجل لممارسة الدور”، وتوقع مقاطعة قياسية في الاستحقاق، ونسبة المشاركة لا تتعدى 15 بالمائة، كما تأسف لتسجيل تجاوزات متفاوتة الخطورة أغلبها صادرة عن ممثلي بوتفليقة بالدرجة الأولى. أجواء من الترقب والحيرة خيمت على مقر حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، حيث وجدنا رئيس الحزب والمترشح موسى تواتي، في مكتبه رفقة أحد أصدقائه وهو ينتظر ما يصله من الولايات من إخطارات وطريقة سير العملية الانتخابية، حيث فتح المقر الذي ظل مشمعا بعد منتصف النهار بعد أن أدى المترشح واجبه الانتخابي بولاية المدية، مسقط رأسه. وكان مقر الحزب خالي من مناضلي الحز، حيث أرجع المترشح السبب إلى توجههم للولايات ومراكز الاقتراع لحماية أصوات الناخبين والوقاية قدر الإمكان من عملية التزوير، وأشار موسى تواتي الذي بدا عليه الأسف، إلى أنه يتوقع مشاركة جد منخفضة في الاقتراع حدد نسبتها ب15 بالمائة فقط، لأنه في الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 وصلت نسبة التصويت إلى حدود 18 بالمائة، وأنه ستكون نسب المقاطعة مرتفعة أكثر، حيث وصلت حتى الخمس ساعات الأولى مثلا بولاية تيزي وزو 2 بالمائة فقط. وربط موسى تواتي، التدني بالفتور الذي تولد لدى المواطن من الانتخابات والتزوير، وقال أن الجولة التي قام بها بعد أدائه الواجب الانتخابي أن الفتور سيد الموقف، حيث كانت ولاية المدية مسرحا لها، بدليل أن أنصار الرئيس المترشح واصلوا التشهير الانتخابي حتى يوم الاقتراع من خلال ارتداء قمصان وقبعات بوتفلقية. ولاية بجاية أيضا كانت مسرحا للعنف اللفظي ضد ممثل موسى تواتي، من قبل ممثل المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي أكد له ”داينها داينها حتى ولو كان بوتفليقة في النعش”، الأمر الذي اعتبره موسى تواتي، مقزز وانحراف خطير، وذكر أن مطويات الرئيس تواجدت في مراكز الاقتراع من أجل توجيه الناخبين والتأثير عليهم خاصة المسنين، وقال في دردشة جمعتنا به في مكتبه بالعاصمة، أن بلدية البرواقية، وعلى مستوى بعض مراكز الاقتراع سجل الناخبون وجود أصوات إضافية عن تلك التي سجلت، وهي أصوات من أجل ترجيح كفة التزوير والتلاعب بأصوات الناخبين. واعتبر المترشح أن النقاط التي أدلى بها هي نقطة في بحر، لأن الإخطارات لا تزال متواصلة ولا يمكن حصرها في الحالات السابقة الذكر، إلا بعد الانتهاء من عملية الاقتراع والاستماع إلى جميع ممثلي الحزب من مراقبين ومناضلين من خلال ما سيقدمونه في الساعات القادمة وبعد الانتهاء الكلي للاقتراع، وفي رده على سؤال خاص بشعوره كجزائري وهو يرى بوتفليقة يدلي بصوته على كرسي متحرك، قال ”أنا لا أعترف به أصلا منذ مجيئه، وكنت من القلائل الذين انتقدوه صراحة سنة 2002، هو بالنسبة لي شخص ميت الآن، ولايمكنني الكلام عليه من هذا المبدأ، ويكفي أنني أنا الوحيد الذي كنت صراحة ضده، وبالنسبة لي فإنني ضد من يدعمونه فهم من يجب الحديث عنهم اليوم”. وذكر موسى تواتي، أنه كلف حوالي 36 ألف مراقب لحماية أصوات الناخبين عبر مراكز الاقتراع، وأوضح أن ممثليه مكونين في إحباط عمليات التزوير، وتابع أنه كمترشح عقد اتفاق مع كل من المرشحين علي بن فليس، وعلي فوزي رباعين، من أجل مواجهة غزو التزوير الذي يريد رجال بوتفليقة ممارسته، وقال أن عنصر المال ظهر بقوة في هذه الانتخابات، وخلص إلى أن كل من يصلح للبيع يصلح للشراء فيما بعد، في تعليق له على عمليات بيع ذمم بعض المترشحين. وتجدر الإشارة إلى أن المترشح موسى تواتي، دعا الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني لتوحيد الموقف الخاص بمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية، لمنع أي انزلاق قد يدخل الجزائر في دوامة دم أو خراب أخرى ترجعها إلى نقطة الصفر وتختزل جميع الجهود التي بذلت من أجل محو آثار سنوات العجاف مع الترفع عن جميع الاعتبارات الشخصية والحزبية الضيقة. شريفة عابد دعا الجميع لحماية البلاد من الانزلاق بعد 17 أفريل تواتي يخوض سباقا ضد ”التزوير” للمرة الثانية يخوض موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية على التوالي، حيث سبق وأن شارك في استحقاق 2009، وجاء في الترتيب الثالث بعد كل من عبد العزيز بوتفليقة، ولويزة حنون ممثلة حزب العمال. ويتمسك تواتي، مترشح الجبهة الوطنية الجزائرية لرئاسيات 17 أفريل الجاري، بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية رغم اعترافه بوجود التزوير، وهذا من باب تأدية واجبه الدستوري وتقديم برنامج يحقق التغيير الذي ينشده المواطن، وإعادة بناء دولة المؤسسات وإرساء مجتمع ديمقراطي واجتماعي في إطار المبادئ الإسلامية. وبالنسبة لهذا المترشح فإن المشاركة في الإستحقاق وغيره، نابعة من إلتزامه بقوانين الجمهورية وبقناعته بأهمية التعبير الحر والديمقراطي عن الآراء والقناعات السياسية، وكذا اعتبار الموعد الانتخابي مناسبة لتفويت الفرصة عن الذين ”يريدون سلب سيادة الشعب ومواصلة نهب ثرواته”. موسى تواتي، من مواليد سنة 1953 ببني سليمان ولاية المدية، حيث ترعرع تواتي في كنف عائلة ثورية وحيث استشهد والده سنة 1958 ولم يكن سنه يتجاوز الخمس سنوات، إذ تركه هو وإخوته ال6، ومتزوج وأب لثلاثة أطفال، وترعرع بمدينة تابلاط حيث زاول دراسته الابتدائية ثم انتقل إلى الجزائر العاصمة ليدخل صفوف الجيش الوطني الشعبي بعد حصوله على شهادة البكالوريا وكان من ضمن الدفعات التي أرسلها الرئيس الراحل هواري بومدين إلى سوريا وليبيا لتلقي تكوين خاص، ثم انضم بعدها إلى صفوف الجمارك سنة 1978 ثم إلى وزارة البناء والشركة الوطنية للأبحاث المنجمية ليلتحق بالشرطة سنة 1982 ويناضل بعدها في صفوف أبناء الشهداء قبل أن يؤسس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية. وقناعة منه بضرورة استكمال مسيرة الشهداء والمجاهدين، انتقل تواتي، عقب ذلك إلى حقل النضال السياسي وشرع سنة 1988 في التحضير لتأسيس منظمة وطنية لأبناء الشهداء مع مجموعة من رفقاء الدرب إلى غاية الإعلان عن تأسيسها في 18 فبراير 1989 حيث ترأسها لمدة 3 سنوات ليؤسس بعدها التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء. وفي جوان 1998 انعقد مؤتمر حزب الجبهة الوطنية الجزائرية وتحصل على إعتماده في 3 سبتمبر1999 برئاسة تواتي ليشارك بعدها في الانتخابات التشريعية والمحلية لعام 2002 وفي فترة قياسية حقق نتائج كبيرة بحصول حزبه على مقاعد في البرلمان وأكثر من 600 منتخب في المجالس البلدية والولائية. تواتي دعا الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني إلى الإلتقاء ل”اتخاذ موقف مشترك” إزاء مرحلة ما بعد الرئاسيات ”تفاديا لإنزلاقات محتملة ولإعادة إرساء سلطة الشعب”. ويشدد تواتي على أن دعوته هذه نابعة من قناعته الراسخة في الحفاظ على مصلحة الجزائر أولا وقبل كل شيء وجعلها فوق كل الاعتبارات الشخصية والحزبية الضيقة وفاء لشهداء الثورة ومجاهديها.