انتهت أخيرا المفاوضات التي خاضتها الحكومة مع شركة فيمبلكوم الروسية حول ملف متعامل الهاتف النقال ”جيزي”، حيث تمكن الصندوق الوطني للاستثمار من اقتناء 51 بالمائة من أسهم شركة ”أوراسكوم تيليكوم” بقيمة 2.6 مليار دولار. وقع الصندوق الوطني للاستثمار أمس بباريس على عقد شراء أسهم لاقتناء مساهمة بنسبة 51 بالمائة من رأسمال شركة أوراسكوم تليكوم الجزائر بقيمة2.66 مليار دولار. أعلن الصندوق الوطني للاستثمار أنه تم التوقيع على العقد بباريس لدى مجمع ”غلوبل تليكوم” فرع يمتلك أغلبيته المتعامل العالمي الرائد في خدمة الاتصالات ”فيمبلكوم تيليكوم”. وحسب ما أورده بيان صادر عن الصندوق الوطني للاستثمار، فإن ”الاتفاق تم بعد مسار طويل ومعقد جند له منذ أشهر العديد من مكاتب الاستشارة لاسيما شيرمان وستيرلينغ ”ل. ل. بي” الذي قدم إسهامه في مجال التركيب القانوني وتحرير الاتفاق ومكتب الخبرة المالية ”ف. تي. إي. إ” الذي تدخل فيما يتعلق بالتفاوض على الجوانب المالية”. واعتبر الصندوق الوطني للاستثمار أن ”الاتفاق الموقع بينه وبين فيمبلكوم تيليكوم يفتح عهدا جديدا فيما يخص تطوير جيزي من خلال منحه لشركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر مساهمة جديدة قوية ومستقرة”. وأوضح المصدر أن الاتفاق الذي ”سيكرس أغلبية الجزائر في ملكية جيزي وسيمكن المؤسسة من مواصلة نشاطها في سوق تشهد ديناميكية كبيرة وتكثيف استثماراتها من خلال تطوير البنية القاعدية لشبكتها، في زمن تشهد فيه سوق الهاتف المحمول بفضل تطورات تكنولوجيا الجيل الثالث نمو تناقل المعلومات والبيانات عبر الشبكة المحمولة”. وبغرض تسهيل إنجاز العملية ستقدم أوراسكوم تيليكوم الجزائر نشاطاتها لأوبتيموم تيليكوم الجزائر وهي شركة ذات أسهم تمتلكها أوراسكوم تيليكوم الجزائر كليا، حسبما أفاد به المصدر الذي أكد أن ”التنظيم الداخلي لهيكل جيزي لن يؤثر على شروط استغلالها ولا على شروط توظيف العاملين بها”. وستخضع الشراكة بين الصندوق الوطني للاستثمار ومجموعة فيمبلكوم تيليكوم لعقد مساهمين يحدد شكل إدارة أوراسكوم وأوبتيموم ويؤطر مصير مساهمات كل منهما. وأوضح المصدر أن عقد المساهمين يشمل بنودا تخص تشكيلة أجهزة الإدارة والمراقبة الخاصة بالشركتين وكيفيات التعيين والفصل وصلاحياتها. ويسمح لفيمبلكوم بالحفاظ على دور الرقابة الإدارية والعملية لأوراسكوم تيليكوم الجزائر، لكنه يخول للصندوق الوطني للاستثمار حق الاعتراض على القرارات الاستراتيجية الكبرى. ومن المنتظر أن يتم الاقتناء النهائي قبل نهاية سنة 2014 لأنه يخضع لشروط واقفة من بينها الحصول على الترخيصات التنظيمية. وذكر البيان نقلا عن الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للاستثمار، أحسن حداد، أن ”اقتناء 51 بالمائة من أوراسكوم تيليكوم الجزائر يندرج ضمن المهمة التي أسندتها السلطات العمومية للصندوق بالمشاركة في تنمية الجزائر الاقتصادية”. ويعكس هذا الاستثمار برأي السيد حداد ”إرادة الصندوق الوطني للاستثمار في المشاركة في تطوير مؤسسة عالية التكنولوجيا”. وأوضح أن ”نوعية جيزي تستجيب تماما للمعايير التي حددناها ضمن سياستنا الاستثمارية، والتي تتوخى إقامة شركة ذات قيمة مضافة قوية تكون مربحة وحاضرة في قطاع محوري من قطاعات تنمية اقتصاد عصري”، معربا عن ”فخره بالاستثمار إلى جانب مجموعة فيمبلكوم ومواصلة مشروع تطوير وتنمية أوراسكوم تيليكوم الجزائر معه”. وتجدر الإشارة إلى أن متعامل الهاتف النقال أوراسكوم تيليكوم الجزائر، الذي تحصل على رخصة استغلال جديدة للجيل الثالث للهاتف النقال، مدته 15 سنة، ستنقضي مدة رخصته للجيل الثاني في 2016.