التزم جزائريون ”أوفياء” بالإدلاء بأصواتهم بتصويت عقابي واحتجاجي في انتخابات الخميس الماضي عن طريق ”التصويت الأبيض”، رفضا لتزكية ”مرشح السلطة”، وتعبيرا عن استمرارية وضع سياسي واجتماعي ”هش” تلوح بوادره السوداء في أفق خمس سنوات أخرى. ودخلت الأوراق الملغاة كمترشح سابع، نافس بقية المترشحين في رئاسيات 2014، بعد أن سجلت نسب مرتفعة مقارنة مع الانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت في أفريل 2009، حيث بلغ عدد الأوراق البيضاء التي أحصتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية في حينها إلى مليون و42 ألف و700 ورقة بيضاء، في حين شهدت الانتخابات الرئاسية ل2004، أكثر من 330 ألف مصوت بالورقة البيضاء، وللتذكير فإن الانتخابات الرئاسية الماضية، فاقت نسبة الأوراق البيضاء النسب التي حققتها زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، ب4.2 في المائة، وتلك التي حققها موسى تواتي، عن حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، ب2.3 في المائة، وفوزي رباعين، ب0.9 في المائة، ما يؤشر على رسالة تعبير جديدة عن ”عدم رضا” تنتهجها شريحة واسعة من الجزائريين احتجاجا على الوضع السياسي والاجتماعي القائم، رغم تمسكهم بممارسة الفعل الانتخابي كسلوك حضاري ووطني، باختيار الورقة البيضاء لمعاقبة السلطة، وهو تحد آخر أمام الرئيس بوتفليقة، لتفكيك الغاز لمواطنين ساخطين من الوضع العام، ولم يجدوا من وسيلة لتبليغ رسائلهم سوى التصويت الأبيض.