تشتكي العديد من العائلات الجزائرية من غلاء تكاليف الأعراس، خاصة بالنسبة للذين يلتزمون ببعض العادات والتقاليد التي لم يعد يقوى عليها إلا ميسورو الحال. ومن أجل التخفيف من أعباء العرس وربح الوقت ارتأى بعض الخواص إنشاء وكالات خاصة لمساعدة العائلات على إقامة أعراسهم وتوفير بعض المال والوقت عليهم. في هذا الإطار، ينتظر أن يحتضن فضاء المركز التجاري ”أرديس” بالعاصمة، طبعة 2014 للصالون الوطني للزواج في الفترة الممتدة بين 7 و 13 ماي القادم. الصالون الذي صار تقليدا سنويا ينظم كلما اقترب موسم الأعراس، حيث أضحى فرصة للمقبلين على الزواج للبحث عن كل ما يحتاجون إليه، سواء تعلق الأمر بطرق إعداد وتقديم الحلويات التقليدية والعصرية، وما تعده العروس من تجهيزات منها الملابس والأدوات المرافقة مثل الكراسي والطاولات وأجهزة التصوير وغيرها، خاصة أنه لابد على العروس الجزائرية شراء قائمة طويلة من الملابس الجاهزة ترتديها يوميا وأخرى تلبسها في ”التصديرة”، بالإضافة إلى المفروشات والأغطية والزرابي. بل حتى صالونات الحلاقة صارت تعرض خدماتها بهذه المناسبة، فتكشف عن آخر صيحات الموضة في تسريحات الشعر والحلاقة. وهذا يعني بالمختصر المفيد أنه بإمكان ”وكالات الزواج” أن تنظم للزبون عرسا كاملا مع حرصها على أدق التفاصيل.. مقابل مبلغ معين. وما على الزبون إلا اختيار السعر الذي يناسبه ويتوافق مع إمكانياته. في هذا الشأن يمكن القول إن هذا النوع من الترتيبات صار يستقطب عددا أكبر من الزبائن من سنة إلى أخرى، في ظل تعقيدات الحياة التي تدفع الكثرين إلى البحث عن ”الواجد بلا تكسار الراس”. وحسب المنظمين للصالون فإن الجزائر ستعرف قريبا إنشاء وكالات الزواج التي تتولى كل شيء، بداية بالعروض ونهاية بتنظيم الأعراس، حيث يكلف العرس ما بين 10 إلى35 مليون سنتيم، ويمكن الزبون من تنظيم عرس بكامل المعدات والتجهيزات بطريقة مميزة. وحسب مؤسسة ”دي زاد افنتس”، المنظمة للصالون، فإن هذا الحدث استقطب العام الماضي أزيد من ألف زائر، ما يعطي إشارة واضحة إلى قبول بعض الأسر الجزائرية لهذه التقاليد الجديدة والأنماط الحديثة في تنظيم الحفلات والأعراس، وإن كانت في السابق غير مرغوب فيها. واستطاعت كثير من الأسر التحرر قليلا من بعض التقاليد المكلفة كي تنجح في تنظيم أعراس وفق إمكانياتها، بعيدا عن مظاهر التفاخر التي لم تثمر شيئا إلا أنها زادت من نسبة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج.