عجز الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، عن تبرير اختفاء رئيس الجمهورية عن الحياة العامة بالقول ”ماذا يفعل المواطن بظهور الرئيس من عدمه”، وحصر اهتمام الشعب الوحيد في تحقيق مكاسب مادية واجتماعية، على حد قوله. وأجرى مقارنة بعيدة عن وضع الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية خلال فترة حكم روزفلت، مع وجود اختلاف تام في المحيط والدواعي الاقتصادية والاجتماعية لفترة حكم فرانكلين روزفلت عن فترة حكم بوتفليقة. ورد سعداني في تصريح ل”الجزيرة”، بخصوص مدى قدرة بوتفليقة على الظهور ميدانيا خلال أنشطة رئاسية مرة أخرى، أن ما يهم المواطن هو اتخاذ القرارات وما إذا كانت ستنفذ أم لا. وتساءل ”ماذا يفعل المواطن بظهور الرئيس من عدمه؟”، مبرزا أن الجزائر تسعى لبناء دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص. ولم يجد سعداني أي حرج في إجراء مقارنة بين بوتفليقة والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، الذي أعيد انتخابه هو الآخر أربع مرات متتالية، رغم أن السياق التاريخي لتمسك الشعب الأمريكي برئيسه يختلف عما يقع في الجزائر، لأن سيرورة تطبيق الإصلاحات الاقتصادية بعد خروج الولاياتالمتحدةالأمريكية من أزمة طاحنة فرض تلك الاستمرارية من أجل المصلحة العليا للبلاد، وكشف أن الرئيس بوتفليقة سيقوم بفتح عدة ورشات بعد فراغه من تشكيل الحكومة، أهمها تلك المتعلقة بالدستور، بعد مشاورات تشترك فيها المعارضة. وأوضح المتحدث أنه سيتم إقرار دستور توافقي، متوقعا أن يتضمن التعديل خطوات متقدمة في مجالات عديدة، مثل العدالة، مع إعطاء ضمانات أوسع للمعارضة في ممارسة نشاطها الحزبي والإدلاء برأيها من خلال اقتراحات على مستوى البرلمان والمجلس الدستوري، مجددا أولوية الأفالان في الأغلبية بالحكومة المقبلة، ودافع عن حجم الإنفاق العام الذي يقوم به الرئيس من خلال اعتماده على الخزينة مقارنه أيضا ببرنامج فرانكلين روزفلت، لأنه يحقق حسبه المكاسب الاجتماعية بشكل مطرد. وشخص الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، مشكلة المعارضة في خلافها مع الشعب وليس مع الرئيس، وتوقع بفقدانها لمصداقيتها في حالة مواجهتها للشعب، مدافعا عن عدم ظهور الرئيس بكون الشعب يبحث عن تحقيق مكاسب وليس ظهور أشخاص.