تثير مسرحية ”صواعد” للمسرح الجهوي لمعسكر، الكثير من الجدل بخصوص موضوع الجنس أو الاغتصاب الذي يعدّ طابو مسكوت عنه في مجتمعنا الجزائري، بعدما تناولته بجرأة، وطرح نقدي لاذع، لم يتقبله بعض الفنانين حسب مخرج العرض عبد القادر جريو الذي رفض انتقاداتهم باعتبار أنّ المسرح وجد ليمتع وينقل الواقع بتفاصيله ولو كان طابو. صرّح المخرج المسرحي عبد القادر جريو على هامش تقديم ”صواعد” أو ”ريق الشيطان”، ل”الفجر”، بأنّه يتأسف لانتقادات بعض الفنانين لموضوع المسرحية التي وصفوها بأنّها لا يجب أن تتناول كذا مواضيع بمثل هذه الطريقة التي تثير الاستياء في نفوس الجمهور، بل وتتعدى على ”حرماتهم”، حيث وصفها بالهدامة والصادرة بالأخص من رجال ينشطون في الفن الرابع، كما قال عنها بأنّها اعتباطية وغير ممنهجة علميا ولا تستند إلى أي بحث أكاديمي. وفي السياق أكدّ جريو بأنّه يتقبل انتقادات الجمهور السطحية لأنّه ليس فاعلا بقدر هؤلاء الفنانين الذين وجهوا له سلسلة من النقد اللاذع بسبب ما قدمه على الركح وأمام الجمهور الجزائري بحسب تصريحاتهم، معتبرا أنّ الأمر غير مقبول جراء ما فعلوه سيما وأنّهم أهل مسرح، فكان من الأجدر أن يرحبوا بالفكرة ويشجعوا باقي المسرحيين على تناول ومعالجة مثل هذه المواضيع المسكوت عنها في مجتمعنا الجزائري، خصوصا وأنّهم لم يستندوا في نقدهم على أي بحث أو عمل علمي يدعم آرآهم. وأضاف في السياق بأنّ مسرحية ”صواعد” تتهم بأنّها جريئة فوق الحدود ومنافية لمبادئ المجتمع الجزائري، قائلا: ”من خولّ هؤلاء ليتكلموا باسم الجمهور”. ولم يقف عند هذا الحدّ بل واصل رده على منتقديه بأنّ ما بدر منهم يدخل ضمن العنصرية والجهوية، بادعائهم أنّ هناك جهات من الوطن تقبل مثل هاته الجرأة على غرار العاصمة ووهران وعنابة، وأنّ مناطق أخرى لا، منها الولايات الداخلية والريف.. وباقي القرى. وقال: ”أقول إن مثل هذه المبررات واهية ولا أساس لها من الصحة، فكل المجتمع مدرك للحقائق ومتفتح على العالم بحكم أنّه ما من أسرة لا تملك أنترنت أو ”البارابول”. وأشار المخرج جريو في معرض حديثه أنّه من الجبن التغاضي عن مثل هذه الأفعال التي تقع يوميا وأحيانا أمام مرأى الجميع دون الحديث أو النهي عنها”، واعتبرها بمثابة الآفات التي تنخر جسد مجتمعنا خصوصا بعد استفحال ظاهرة التحرش الجنسي والعنف اللفظي ضد المرأة، وتابع قوله: ”من الخزي إدارة ظهرنا لها والإيحاء بأن كل شيء على ما يرام، بل العكس لا بد من طرح هاته المشاكل للجمهور الذي في الأخير هو من يحكم، والمسرح وجد لهذا الغرض”. في سياق ذي صلة أوضح جريو بأنّه يؤمن بالمسرح الذي وجد لنقل كل ما هو واقع وحتى الخيال والأحلام، وإن أحسّ يوما أنّه موجه ويفرض عليه ومضطر للتراجع فسيعتزل هذا الفن”. مؤكدا بأنّ السطحية في تناول الأمور دفعت المسرح إلى خسارة جمهوره، فلابد من منتوج نوعي يخاطب شرائح مجتمعنا مباشرة، فالجمهور ليس بحاجة لنا بل المسرحي هو من بحاجة له، فإن أغلقت مسرحا لن يبحث عنك أحد ولن تخرج المسيرات لفتحه. منوها أنّ أعماله ليست موجهة لفئة النخبة بل لعامة الشعب البسيط، وسيواصل حتما في المنوال نفسه ولن يتراجع إلا إذا شعر بذلك، فسيعتزل على حدّ تعبيره. كما دعا رجال الدين والأئمة إلى ضرورة الحديث عن مواضيع الجنس والعلاقات العاطفية وعدم تركها في الظلّ.