"الشمس تركض لتتذكر" أكثر جرأة و استفزازا من "الصواعد" كشف الكاتب المسرحي هارون الكيلاني عن مشروعه القادم الذي اختار له عنوان "الشمس تركض لتتذكر"، مؤكدا بأنه سيكون أكثر جرأة و استفزازا من مسرحيته "صواعد " التي فضل تصنيفها ضمن ما أطلق عليه اسم المسرح الضمائري بدل المسرح العبثي مثلما قال. هارون الكيلاني صاحب مسرحية "صواعد" التي يتواصل عرضها بمختلف مسارح الوطن، ذكر بأن العرض أثار ردود فعل تراوحت بين الصدمة لحد مغادرة الركح قبل انتهاء العرض و الاستحسان و التشجيع، آسرا بأنه لم يتفاجأ لرؤية بعض المثقفين و الملتحين والمواطنين العاديين و هم يغادرون المسرح قبل نهاية العرض، لتوّقعه ذلك. و استرسل موضحا بأنه تعوّد على توّسط الجمهور للوقوف عن قرب على ردود فعله، و لم يستغرب مغادرة البعض لقاعة العرض، و مع ذلك تمنى لو أن هؤلاء لم يتسرّعوا و تابعوا كل فصول المسرحية لأهميتها، مردفا:" لقد فروا لأنهم شعروا بأنهم معنيين". و أضاف مستغربا" لقد عرضت مسرحيتي بمنطقة محافظة بالبليدة دون أن يغادر أحد الركح إلى آخر مشهد" عكس سيدي بلعباس أين خرج الكثيرون بعد شعورهم بحرج كبير". و عن نص"الصواعد" قال الكيلاني بأنه كمسرحي جزائري انتقل إلى مرحلة ما بعد الطابوهات التي تتطلّب الكثير من الجرأة و تعرية الواقع بنظرة معمقة و استفزازية و بمحمول ثقيل من إغراء و إغواء الهدف من ورائه الانتقال من الجمود و النمطية في الطرح، مؤكدا بأنه تعب من المشهدية المتكررة التي تخلو من الحركية و الفعل فقرر تقديم شيء مغاير بحثا عن وجه جديد للمسرح ، معترفا بتأثره بالسريالية و الوجودية و المسرح الإنساني المشجع على تعرية الواقع، معلّقا "رغم ميولي للمسرح العبثي إلا أنني لم أخض فيه إلا تجربة واحدة من خلال مسرحية "الغريب". بخصوص المشاهد العنيفة في مسرحية "صواعد" التي أخرجها السينمائي و المسرحي الشاب عبد القادر جريو قال الكاتب أنه أراد تسليط الضوء على ما هو أخطر من العنف الجسدي و هو العنف النفسي و العاطفي ليس من منظور الدفاع عن المرأة لأنني ضد التصنيف الجنسي أنثى وذكر و إنما مع الإنسان ككائن لابد من احترام حقوقه و كيانه. نص "صواعد" يعالج اغتصاب الأنوثة في مجتمع ذكوري و ما يخفيه من عمق الفساد الأخلاقي الذي يميّز العلاقات الإنسانية في ظل النفاق الاجتماعي. المسرحية التي شاركت فيها الممثلة أمينة بلعابد و الممثلين محمد فري مهدي و أبو بكر بن عيسى و مربوح عبد الله و عبد المجيد بلخادم لم تخلو من مشاهد الاستفزاز التي كانت بمثابة مسامير أراد الكاتب دق رأس الجمهور بحثا عن التفاعل و استعادة روح المسرح الحقيقية مثلما قال الكيلاني الذي استدل بمقولة لزميله السوري الظريف"المسرح ليس ما تراه و إنما ما يحدث بداخلك". و عن مشروعه القادم قال الكيلاني أنه أخطر و أكثر جرأة من"صواعد"، موضحا بأن نصه الجديد الموسوم"الشمس تركض لنتذكر"سيتناول محور القيامة ، مؤكدا بأنه سيمرّ عبر الجسر"كذبنا كثيرا على أنفسنا و لابد من مصارحة الذات و إماطة اللثام عما يطلقون عليه عبارة الطابوهات التي أكره استعمالها". يقول الكاتب بنبرة تعكس إصراره على مواصلة استفزاز العقول الرافضة لرؤية حقيقتها أمام المرآة على حد تعبيره.