كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس بوتفليقة غير راض عن زعيم الأغلبية البرلمانية، عمار سعداني، وأنه أسر لأحد مقربيه بضرورة رحيله من على رأس الحزب العتيد، ما يفسر استبعاده من مشاورات الحكومة، التي لم يعرف بتشكيلتها إلا بعد الإعلان عنها. مشاورات بين جناح بلعياط وبلخادم للإطاحة بالأمين العام أكدت مصادر مقربة من الأمين العام للأفالان عمار سعداني، أن رئيس الجمهورية لم يستشر عمار سعداني في التشكيلة الحكومية، لا من قريب ولا من بعيد، وأن محيط الاستشارات كان ضيقا جدا لدرجة أن مسؤولين نافذين برئاسة الجمهورية لم يكونوا على علم بالقائمة إلا قبل دقائق من الإعلان الرسمي عنها. وقالت مصادر متطابقة إن سعداني ولغاية الساعة الحادية عشرة لم يكن على علم بالفريق الحكومي، وتفاجأ عدد من الوزراء الذين اتصلوا به للاستفسار بعد تلقيهم مكالمات من الوزير الأول عبد المالك سلال تعلمهم بعدم تجديد الثقة فيهم بعد التغييرات الكبيرة التي عرفتها الحكومة على حد تعبير سلال. وأبلغ سعداني المتصلين به أنه لا يعلم شيئا عن الفريق الحكومي. وسألت ”الفجر” الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، مرارا وتكرارا عن استشارته من عدمها فيما يتعلق بالمشاورات لتشكيل الفريق الحكومي، لكنه رفض تقديم الإجابة. وسألت الفجر ذات المصادر إن كان تقليص الحقائب الأفالانية في الحكومة الجديدة وراء حديثه عن عدم رضى الرئيس عن سعداني، فأكد أن الأمر لا يتعلق بتراجع مكاسب الأفالان في الحكومة، لأن أمر الحكومة مرتبط بخيارات الرئيس في تشكيل حكومة تكنوقراطية، إنما لكون الرئيس أسر لأحد مقربيه بأنه على سعداني أن يرحل من على رأس الحزب، فضلا على استبعاده كليا من المشاورات. من جهته، قال المنسق العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، في تصريح ل”الفجر”، إن هناك مشاورات موسعة مع أعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية وقيادات التقويمية، لبحث الإطاحة بسعداني، وأنه في اتصالات مع وزير الدولة مستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، بحكم منصبه الحساس في الدولة وباعتباره عضو اللجنة المركزية.