صرح، عادل سعيد تومي، بأنه قد تم رقمنة ما مجموعه 148 مخطوط من أصل 1025 تحوز عليها الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر. أكد مسؤول المخطوطات بجامعة الأمير عبد القادر خلال الندوة التي نظمت بقصر أحمد باي بمناسبة إحياء شهر التراث والتي خصصت لموضوع “الطرق العلمية لحفظ الأرشيف” بأنه قد تم رقمنة 148 مخطوط من أصل 1025 تم إحصاؤها بمكتبة الجامعة في مختلف التخصصات كالفقه المالكي، التاريخ واللغة العربية المخطوطات قد تم تحميلها في أقرص مضغوطة من نوع “دي في دي”، العملية تجري في إطار الإتفاقية التي أبرمتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مع السفارة الأمريكية لكون هذه الأخيرة تمتلك خبرة في هذا المجال، وقد تم من خلالها إنشاء قسم خاص بالمخطوطات بالجامعة، وأضاف نفس المتحدث بأنه قد تم تشكيل 3 ورشات تعكف على صيانة المخطوطات وإعادة تأهيلها ثم رقمنتها من أجل حفظها، مضيفا بأن العملية متواصلة لفهرسة باقي المخطوطات. وفي نفس السياق، فإن عملية رقمنة المخطوطات تساعد على حفظها من التلف، والضياع، إضافة إلى أن تخزين المخطوطات في قواعد معطيات، وإتاحتها للباحثين سيساعد في التعريف بهذا الرصيد على المستوى الوطني والدولي عن طريق إتاحته على شبكة الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى إنه يمكن الإطلاع على عناوين المخطوطات المتوفرة في مكتبة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية من خلال تصفح موقع الأنترنيت الخاص بها، ومن أشهر ما تحوز عليه الجامعة من المخطوطات التي تمتلكها مخطوطات الشيخ ابن الفنون، ومخطوطة حمدان خوجة شيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس، المخطوطة التي بعنوان: “بشائر أهل الإيمان بفتحات آل عثمان“ لصاحبها حسن خوجة، الذي نسخها في عام 1137 للميلاد، وهي نسخة كاملة امتلكها الشيخ بدر الدين محمد بن عبد الكريم الفقون عام 1163 للميلاد، مخطوطة “شرح المشدالي على مختصر ابن الحاجب” في الفقه المالكي، للشيخ محمد ين محمد بن أبي القاسم ابن محمد المشدالي البجائي (نسبة إلى بجاية) المتوفي عام 865 للهجرية الموافق لسنة 1461 للميلاد. ومن جهته ركز السيد جمال حجاج وهو أستاذ من جامعة قسنطينة على أهمية التكنولوجيات الحديثة في المحافظة على التراث المحلي المادي واللامادي لمدينة قسنطينة، التي يزيد عمرها عن ألفي سنة، من التلف والضياع مضيفا بأن لوسائل الإعلام دورا فعالا في حماية التراث وتثمينه وهو ما أجمع عليه جل المشاركون بالندوة، مؤكدين بأن الجزائر تحتفظ بكنوز نادرة من المخطوطات يعود تاريخها إلى عصور غابرة، وعلى الرغم من قيمتها العلمية والتاريخية والفنية إلا أنها مازالت حبيسة الرفوف، والدهاليز، والصناديق الخشبية معرضة للتلف والضياع، حيث أكدوا بأن هناك اهتمام متزايد من قبل المسؤولين والمؤرخين بهذا التراث الثقافي والحضاري في السنوات الأخيرة، الذي هو بحاجة ماسة لإعادة إحيائه من جديد.