تجربة الجزائر غير موحدة في جمعها وتصنيفها دعا باحثون في فن المخطوطات خلال الملتقى الوطني حول المخطوطات في الجزائر نظم، أمس، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، إلى إعادة النظر في قانون حقوق المؤلف وحقوق الملكية، وهذا حتى يتاح للعائلات المالكة للمخطوطات أن تسلم ما بحوزتها من مخطوطات للهيئات المختصة من أجل دراسة هذا النوع من التراث الإسلامي وتصنيفه، وأرشفته حتى لا يتعرض للضياع والتلف. واعتبر الباحثون أن الجزائر ما تزال حديثة التجربة في مجال صيانة المخطوطات، وهذا لأنها تفتقر إلى مرممين متخصصين. وسيخرج الباحثون خلال الملتقى الذي تنتهي فعالياته اليوم الخميس، بتوصيات تصب في هذا الشأن. أحصت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في سنة 2011 ما يزيد عن 1025 مخطوطة، وتعمل على رقمنتها من أجل التسهيل على الباحث التحقيق فيها، حيث تم إلى حد الآن رقمنة حوالي 20 مخطوطة، وحملها في اقرص مضغوطة من نوع "دي في دي"، حسبما أكده الأستاذ عادل سعيد تومي ملحق بالمكتبات الجامعية. وتتواصل عملية الفهرسة والرقمنة لباقي المخطوطات. تأتي هذه العملية في إطار الاتفاقية التي أبرمتها جامعة ألأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مع السفارة الأمريكية السنة الماضية، والتي تم من خلالها إنشاء قسم خاص بالمخطوطات، وهي تجربة حديثة النشأة. وكشف الملتقى الوطني حول المخطوطات في الجزائر "الواقع والرؤية المستقبلية" نظم، أمس، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية أن المشاكل التي تواجه الباحثين هي تقنية محضة، تتمثل في نقص الوسائل المادية في صياغة المخطوطات.ومن أشهر المخطوطات التي تمتلكها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مخطوطات الشيخ ابن الفقون، ومخطوطة حمدان خوجة شيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس، كما تجدر الإشارة أن هناك مخطوطات هي قيد الدراسة والتحقيق على كمستوى الجامعة الإسلامية بولاية قسنطينة، ومنها المخطوطة التي بعنوان: "بشائر أهل الإيمان بفتحات آل عثمان لصاحبها حسن خوجة، الذي نسخها في عام 1137 للميلاد، وهي نسخة كاملة امتلكها الشيخ بدر الدين محمد بن عبد الكريم الفقون عام 1163 للميلاد، وهي اليوم موضع تحقيق من طرف الأستاذ خليفة من قسم التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أما المخطوطة الثانية التي هي قيد الدراسة والتحقيق فهي بعنوان: "شرح المشدالي على مختصر ابن الحاجب" في الفقه المالكي، للشيخ محمد ين محمد بن أبي القاسم ابن محمد المشدالي البجائي (نسبة إلى بجاية) المتوفي عام 865 للهجرية الموافق لسنة 1461 للميلاد. وتعكف الدراسات على جمع المخطوطات وصيانتها وحفظها من التلف والضياع، من قبل المختصين من حيث تركيب عناصر الورق والحبر والمواد الملونة، وتفاعل الحبر مع سطح الورق، وغيرها من وسائل الحماية للمخطوطات التي عكف الباحثون على جمعها وتصنيفها، ذلك ما كشفته الأستاذة عذراء بن شارف تخصص توثيق ومخطوطات قسن التاريخ بجامعة منتوري قسنطينة، التي أشارت إلى أن عملية جمع المخطوط في الجزائر ما زال في مهده، وتعمل جامعة ألأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية حسبها على جمع هذه المخطوطات من شيوخ الزوايا من اجل حماية التراث وصيانته من التلف. وأكدت المتحدثة أن الجزائر في هذا المجال غير موحدة، بحيث لا يوجد توجه وطني موحد، وهذا راجع إلى كون كل منطقة تختلف عن الأخرى، كما أن بعض العائلات المالكة للمخطوطات ترفض تسليم ما تملكه للدراسة والتحقيق، لأن القوانين الخاصة بحقوق المؤلف في الجزائر غير مجسدة في الواقع، الأمر الطي يدفع هذه العائلات إلى التحفظ عن كشف ما تملكه من مخطوطات، وصرحت الأستاذة بن شارف أن المشكل المخطوط في الجزائر لا يتوقف عند "الترميم"، بل في جمعها كخطوة أولى، وإعداد هيئات ومؤسسات تتكفل بهذا المخطوط مع توظيف مختصين في الكيمياء والتاريخ والفهرسة والتصنيف، للبحث والتنقيب في معرفة صاحب المخطوط من خلال الوقوف على نوع الحبر والورق المستعمل.