يبدو أن شريحة واسعة من المواطنين رافضون لقرار حكومة سلال القاضي باستغلال الغاز الصخري، نظرا لتبعاته الخطيرة والمضرة بالصحة، فرغم تحذيرات الخبراء بشأن التلوث الناجم عن استغلال هذا النوع من الطاقة، إلا أن الحكومة لا تزال متمسكة بخيار استغلاله بدليل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الوزير الأول عبد المالك سلال، والتي دفعت بشباب الولايات الصحراوية التكتل في صفحات عديدة عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك للتصدي لهذا القرار ”غير المدروس” بحسبهم. ”كلنا ضد استغلال الغاز الصخري في الجنوب” هي صفحة تجمع بين الرافضين لقرار استغلال الغاز الصخري عبر ولايات الجنوب، فيعمل الشباب المنضم إليها إلى التحسيس بمخاطر استغلال الغاز الصخري على حياة سكان الجنوب، نتيجة التلوث الفظيع الناجم عن هذه الصناعة الممنوعة بعدد كبير من دول العالم. وتشير ذات الصفحة إلى أن فرنسا قامت بسن قانون يمنع استغلال الغاز الصخري على أراضيها، وقد صادق المجلس الدستوري الفرنسي في عام 2013 عليه لأن استغلال هذا الغاز يمس بالحق في البيئة السليمة، أما في الجزائر تتهافت شركاتها وعملاؤها على استغلال الغاز الصخري، بل ويستعملون جميع وسائل المتاحة لتجهيل الشعب، ويطال شباب الصفحة إلى ضرورة التراجع عن هذا القرار، وينادون بدسترة الحق في البيئة. وفي خضم الجدل الواسع الذي أثاره هذا القرار، دافع عبد المالك سلال أول أمس أمام البرلمان عن خيار الحكومة باستغلال الغاز الصخري رغم المخاوف من التلوث، معتبرا أن ذلك يعزز مكانة الجزائر كقوة طاقة. وقال سلال في رده على نواب المجلس الشعبي الوطني أنه يجب الثقة في الحكومة بأنها ستأخذ كل الاحتياطات اللازمة واستعمال تقنيات جديدة تمنع تلويث المياه الجوفية.