أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعترف على تسميته ب "داعش" يوم الأحد على لسان الناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني في شريط مطول، تناولته مختلف وسائل الإعلام الدولية، قيام الخلافة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها، واختار التنظيم اليوم الأوّل من رمضان تاريخا لميلاد دولته نظرا للرمزية الدينية التي يحظى بها هذا الشهر الفضيل لدفي نفوس المسلمين. كما أعلن مبايعته لعبد الله إبراهيم السامرائي الملقب بأبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين. يذكر أنّ هذه المرّة الأولى التي يعلن فيها زعيم نفسه خليفة للمسلمين في المعمورة، حيث لم يسبق لدولة، أو زعيم أن نادوا بالخلافة الإسلامية، منذ سقوط الدولة العثمانية سنة 1923 بما فيهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث اكتفي قادة وزعماء العرب بتلقيب أنفسهم أمراء المؤمنين. وقال العدناني إنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة ويقتصر على الدولة الإسلامية وذلك من لحظة صدور البيان. وجاء في البيان أنه ”صار واجباً على جميع المسلمين مبايعة الخليفة وتبطل جميع الإماراتوالولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده”. وتابع البيان: ”بطلت شرعية جميع الجماعات والتنظيمات الإسلامية الأخرى، ولا يحلّ لأحد منها أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة” البغدادي وختم البيان بتهديد كل من ”أراد شق الصف” بأنهم ”فالقوا رأسه بالرصاص”. وترجع أصول البغدادي إلى منطقة ديالى شرق العراق. وهو أحد أفراد عائلة تنتمي إلى عشيرة السامرائي. تابع تحصيله العلمي في ”الجامعة الإسلامية” في بغداد. وتتلمذ على يدي الأردني ”أبو مصعب الزرقاوي” في العراق. كما تولى قيادة ”الدولة الإسلامية في العراق” عام 2010، التنظيم ”الجهادي” الذي انبثق من رحم ”القاعدة في بلاد ما بين النهرين” التي كان يرأسها ”الزرقاوي” قبل مقتله، لم يظهر للعلن إلا بداية العام 2014، حين نشرت السلطات العراقية صورة له. وأفادت صحف أجنبية أن البغدادي كان معتقلاً في قاعدة أميركية بالعراق لمدة أربع سنوات، وهو قال لسجانيه لحظة وداعهم وإطلاق سراحه في العام 2009: أراكم في نيويورك. وهو لم يكن محتجزاً في المجمع رقم (14) الذي كان مخصصاً للمعتقلين الأكثر تطرفاً والأكثر خطورة، بحسب المعلومات. بل كان واحداً من بين 26 ألف سجين يقبعون في مخيم اعتقال ”بوكا”. مقاتلو التنظيم في سوريا يرحبون بالإعلان وتزامنا مع إعلان ‘داعش' للخلافة، أفادت التقارير الواردة من سوريا إن مقاتليه نظموا موكبا في محافظة الرقة بشمال سوريا للاحتفال ب ”الخلافة الإسلامية” وأفاد موقع سايت الذي يتابع مواقع الإسلاميين المتشددين على الانترنت، أن الدولة الإسلامية التي كانت تعرف من قبل بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نشرت صورا على الانترنت يوم الأحد لأشخاص يلوحون بأعلام سوداء من السيارات ويلوحون بالسلاح في الهواء. وتقول الدولة الإسلامية إنها تريد إلغاء حدود الدول من البحر المتوسط إلى الخليج وإعادة الخلافة للمنطقة. وتهدف داعش بذلك إلى إلغاء الحدود الدولية التي صنعتها القوى الاستعمارية والقضاء على حكومة المالكي التي يقودها الشيعة والمدعومة من الولاياتالمتحدة وإيران.ويقول محللون إن الجماعة تشكل خطرا حقيقيا لحدود الدول وتؤجج العنف الإقليمي في حين يقول آخرون إنها تبالغ في تصوير نفوذها والدعم الذي تتمتع به بواسطة حملات إعلامية متطورة. وكان مقاتلو التنظيم اجتاحوا مدينة الموصل العراقية في العاشر من يونيو حزيران وتقدموا صوب بغداد ما دعا الولاياتالمتحدة لإرسال مستشارين عسكريين إلى العراق. وقد تمكنت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بمساعدة ميليشيا شيعية من منع المقاتلين المتشددين من الوصول إلى العاصمة لكن قوى الأمن عجزت عن استرداد المدن التي تركتها في القتال. وحاول الجيش العراقي الأسبوع الماضي استعادة مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، لكنه عجز عن ذلك. وأرسلت روسيا أول دفعة من طائراتها الحربية لبغداد بعد أن طلب العراق خمس طائرات سوخوي مستعملة. وقالت الحكومة إن الطائرات ستكون جاهزة للعمل خلال أيام. وفي الفلوجة غربي بغداد حيث السيطرة لمقاتلي الدولة الإسلامية منذ ستة أشهر قال محاسب بأحد البنوك طلب عدم نشر اسمه خوفا من العقاب إن إعلان الخلافة ”سيجعل الحكومة أكثر عدائية تجاهنا. وهذا سيعزلنا أكثر عن بقية العالم.” واستخدمت الدولة الإسلامية التحالفات مع جماعات سنية مسلحة أخرى أقل تشددا ومقاتلين من العشائر. كما شارك في القتال أعضاء في حزب البعث العراقي الذي كان يحكم في عهد صدام حسين.