تشرع العائلات الوهرانية في اليوم الأول من رمضان، في إعداد العديد من الأطباق الشهية وطهي أشهى المأكولات التي تتنوع من عائلة لأخرى حسب حاجات الاسرة وعدد أفرادها، إلى جانب الكيفية التي تقدم الوجبة بها وتركيبتها. إلا أن الجميع يتفق على إعداد طبق البرقوق الحلو لجعل أيام رمضان كلها حلوة والذي تتنافس فيه العائلات في تحضيره بين لحم الخروف والدجاج وتزيينه بحبات اللوز والجوز والزبيب، وهي واحدة من العادات التي تزخر بها العائلات الوهرانية والمستمدة من الأجداد. إلى جانب ذلك يتم طهي طيلة الشهر ”المعقودة ” والحريرة التي تعطي عبقا آخر ورائحة زكية تتسرب في جميع أركان البيت، ويتم تناولها مباشرة بعد الأذان بعد تناول التمر والحليب. وفي هذا الصدد تقول خالتي مليكة ل”الفجر”، والتي لها بصمة خاصة في تحضير وجبات الإفطار بشهادة جميع جيرانها ومن يعرفها:”قضيت وقتا طويلا تنتقل فيه من محل لآخر بسوق المدينة الجديدة من أجل اختيار التوابل والبهارات الزكية لإعداد طبق الحريرة والبرقوق وبشق الانفس، عثرت على ما كانت تريده، لتحضر لأفراد العائلة تلك الأطباق الشهية. تنطلق السهرة في وقت متأخر من الليل بعد أداء صلاة التراويح، أين يجتمع أفراد العائلة حول مائدة الشاي والقهوة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار وغسل الأواني وتنظيف المطبخ وتنطلق السهرة في الحكايات ومع المسلسلات وغيرها، وهناك من العائلات التي تفضل زيارة الأهل والجيران والبقاء خارج البيت . تفضل الكثير من العائلات الوهرانية تناول المسفوف، وهو نوع من الكسكسي الرقيق، يتم وضع فيه العسل واللوز، وهناك من يتناوله باللبن أو الدلاع كوجبة خفيفة تمكن الصائم للصبر ليوم آخر من الصيام دون جوع كبير.. وهي التقاليد التي لاتزال تتقيد بها العائلات الوهرانية منذ سنوات.