تحولت هذه الأيام محلات بيع اللحوم ببلدية الياشير غرب ولاية برج بوعريريج إلى قبلة لعدد كبير من سكان الولاية، حيث تشهد هذه المحلات إقبالا كبيرا عليها من قبل سكان الولاية بجميع بلدياتها وحتى من خارج الولاية بسبب توفر كميات كبيرة من اللحوم بأنواعها لانخفاض الأسعار في هذه الفترة. كما انتعشت تجارة اللحوم بهذه البلدية موازاة مع بداية موسم الأفراح والأعراس والتخفيضات في الأسعار المعتمدة من قبل أصحاب القصابات ومحلات بيع اللحوم، حيث اعتمد بعض التجار تخفيضات تصل إلى سعر 550 دينارا للكيلوغرام الواحد في لوحات توضع على واجهات المحلات كثيرا ما أسالت لعاب الزبائن وزوار المنطقة من مستعملي الطريق الوطني رقم 05 الذي يعبر وسط هذه البلدية، وهذا سعر منخفض مقارنة بالمحلات الأخرى، وهذا ما جعل محلات الياشير تعرف إقبالا كبيرا للمقبلين على الأعراس وحفلات الختان لاقتناء كميات كبيرة من اللحوم لإقامة الولائم، كما أن غلاء الأسعار بالمناطق الأخرى يجعل بلدية الياشير الوجهة المفضلة لهؤلاء وهذا ما رشحها إلى أن تكون في المرتبة الأولى ولائيا من حيث تجارة اللحوم والإقبال عليها، ولعل أبرز ما يثير انتباه زوار بلدية الياشير التي تعرف بمدينة الشواء واللحوم هو تلك الذبائح التي تعلق على واجهات المحلات، بالإضافة إلى اللوحات والعروض الترويجية للأسعار التي توضع على واجهات القصابات، في محاولة لاستقطاب الزبائن باعتماد أسعار جد منخفضة تتراوح بين 550 و750 دينارا للكيلوغرام الواحد، في حين لا يقل سعرها الوطني عن 1200 دينار بباقي القصابات، ولكن هذه العروض أثارت الكثير من الفضول بين المواطنين كونها بعيدة عن المنطق وطرحت عديد التساؤلات والشكوك حول مصدر هذه اللحوم ومدى قانونية الأسعار المعتمدة، ولكن بعض التجار بالياشير أكدوا على أن نشاطهم قانوني وبعيد كل البعد عن الشكوك "المغرضة"، مشيرين إلى أن امتهانهم هذا النشاط منذ سنوات أكسبهم الكثير من الخبرة في مجال البيع والشراء واختيار أجود سلالات الماشية بأسعار معقولة، مما جعل مدينتهم تشتهر بتجارة اللحوم ومقصدا للزبائن من مختلف مناطق الوطن، وساعدها في ذلك تواجدها على أهم محور للطرق الكبرى الرابط بين العاصمة والشرق الجزائري، بالإضافة إلى اعتمادهم على عروض ترويجية وتركيزهم على بيع الكمية بدل الأسعار. المتجول في الشوارع الرئيسية ببلدية الياشير يلاحظ كثرة المحلات التي تبيع اللحوم وكذا انخفاض الأسعار، ولكن اللافت للانتباه هو الاختلاف في الأسعار، حيث تجد محلا يضع على واجهة المحل لافتة مكتوبا عليها "لحم الخروف 650 دينارا للكيلوغرام" وفي المحل المجاور لجزار آخر لافتة تحمل تسعيرة مخالفة 550 دينارا للكيلوغرام وبمحل آخر يجاوره تجد لافتة مكتوبا عليها سعر 750 دينارا، وهذا ما يطرح العديد من التساؤلات لدى الزبون. وعن سبب هذا الاختلاف والتباين في الأسعار أكد أحد التجار أن الأسعار تخضع لمنطق المنافسة وكل تاجر حر في تحديد التسعيرة التي تناسبه حسب سعر شراء المواشي من الأسواق، وأضاف أنه يركز في تجارته على الكمية لجلب أكبر عدد من الزبائن وهو ما يساعده على بيع 14 ذبيحة في اليوم بفائدة صافية قدرها 4 آلاف دينار عن كل ذبيحة، مع الإشارة إلى أن السعر بالجملة يشمل الذبيحة والأحشاء والزوائد والرأس، كما أوضح أن سر اشتهار بلدية الياشير ببيع اللحوم يعود إلى الخبرة التي اكتسبها التجار، انطلاقا من اقتناء السلالات الجيدة من الماشية وكذا خبرتهم وعلاقتهم مع الموالين التي تساعدهم على شراء رؤوس الماشية بأسعار مناسبة، فضلا عن تنقلهم إلى مختلف الأسواق عبر الوطن منها أسواق وادي سوف والمشرية، في حين يلجأ بقية الجزارين حسبه إلى شراء الذبائح من المسالخ بأسعار مرتفعة ما يدفعهم إلى بيع اللحوم بأسعار تفوق 1200 دينار، من جانب آخر تطرق الكثير منهم إلى أن انخفاض الأسعار يعود إلى تراجع عمليات تهريب الماشية نحو الدول المجاورة بعد تردي الأوضاع الأمنية بهذه الدول، خصوصا على الحدود الشرقية وهو ما أدى إلى تراجع أسعار الماشية، حيث تحولت أسواق الماشية بوادي سوف والولايات الشرقية على العموم إلى مقصد لتجار اللحوم، فهل ستبقى الأسعار على حالها خلال شهر رمضان المعظم أم سترتفع كباقي المحلات الأخرى التي ترفع أسعارها قبيل الشهر الفضيل.