انتقدت أحزاب تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي أثنى على المبادرة المصرية بشأن غزة، ومقارنته بما يجري في غزة والثورة التحريرية. وطالبت التنسيقية الوزير لعمامرة، بمراجعة تصريحاته، مؤكدة أنه ”لا يمكن أن نوافق على أي موقف يخذل القضية الفلسطينية والمقاومة”. دعا رئيس حركة النهضة، محمد ذويبي، في كلمة ألقاها خلال الندوة الأسبوعية التي نظمتها حركة مجتمع السلم، السلطات العمومية إلى مراجعة موقفها الذي كشف عنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة، حين صرح بأن المبادرة المصرية بها إيجابيات عديدة، وقال إنه أمر غير مقبول وغير معقول من أبناء ثورة نوفمبر، مستغربا الصمت والتخاذل ودعم أنظمة عربية للكيان الصهيوني وجهرها بذلك. وتساءل: كيف ننظر ونقيّم الحكومات العربية بعد عشرة أيام من الاعتداء على غزة؟ من جهته، قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إن الثورة النوفمبرية هي التي أهدت لنا الدولة الجزائرية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتخلى عن الروح النوفمبرية التي جمعت كل الجزائريين تحت راية واحدة، باعثا برسالة رفض للسلطات العمومية، مؤكدا على أنه ”لا يمكننا أن نوافق على أي موقف يخذل القضية الفلسطينية والمقاومة”. وأوضح مقري أن الشعب الجزائري بمختلف توجهاته وتياراته متفق على فلسطين وعلى رأي واحد تجاه المقاومة، وأنهم يدعمونها ويناصرونها ويقفون معها وقفة رجل واحد، مضيفا أن القضية الفلسطينية ليست قضية عقيدة فقط، وإنما قضية أمة، فمن خلالها تنتصر وتحيا الأمة أو العكس من ذلك، وأبرز أنه ”نحن لما نساعد ونعين إخواننا في غزة فنحن نخدم أوطاننا وأمتنا، وهو مؤشر نصرة الحق على الباطل”. في ذات السياق، تساءل عبد الرزاق مقري على صفحته الفايسبوكية ”أريد أن أعرف مشاعر رمطان لعمامرة، وزير الخارجية، ومن وراءه، كيف هي مشاعره وهو يرى أولئك الأطفال الذين مزقت أجسادهم قنابل الصهاينة على شاطئ غزة؟ وكيف يجري المقارنة بينهم وبين الأطفال الجزائريين الذي كانت طائرات الاستعمار الفرنسي تبيدهم حينما كانت تنتقم من المدنيين في القرى والمداشر عندما تعجز عن وقف ضربات المجاهدين أثناء الثورة التحريرية؟”، مضيفا ”ليعلم رمطان لعمامرة بأن حلم برنار كوشنر الفرنسي، بأن الجزائريين سيغيرون رؤيتهم وقناعاتهم حينما يندثر جيل المجاهدين لن يتحقق. ستبقى روح الجهاد والمقاومة قائمة في قطاعات واسعة جدا من الشعب الجزائري، ولن يقبل الجزائريون التراجع الرسمي الكبير الحاصل في القضية الفلسطينية، ولن يقبل الجزائريون الموقف الرسمي الحالي أمام ما يحدث في غزة، لا يمكن أن تكون الجزائر تابعة للتخاذل المصري والخليجي”.