ذكر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن تأكيد وزير الخارجية الجزائري لخبر مشاركة الجنود الجزائريين في استعراض العيد الفرنسي، يعد دليلا على أن “الفرنسيين يعرفون ما يحدث داخل مؤسسات الدولة الجزائرية أكثر من الجزائريين أنفسهم”. وقال إنه “يخشى من وجود مخطط يهدف لكسر الأسس المبدئية للسياسة الخارجية الجزائرية”. اعتبر عبد الرزاق، في مساهمة عبر صفحته على الفيسبوك، أن “إعلان الجزائر المتأخر مشاركتها في العيد الفرنسي”، بعد إنكار وعدم تصديق “شخصيات مهمة في الدولة الجزائرية وفي منظمة المجاهدين”، يظهر بأن “المسؤولين الفرنسيين هم الأدرى بالشؤون الداخلية الجزائرية من الجزائريين أنفسهم”، ويشير ذلك حسبه إلى أن “هناك من القرارات ما يتخذ مع الفرنسيين ربما بعيدا عن المؤسسات السيادية والتمثيلية الجزائرية”. وذكر مقري أن “هذا الموقف يؤكد بأن السلطة الجزائرية غير قابلة للمساءلة، وأن الرقابة على الشأن العام التي يضمنها الدستور مسألة خرافية لا وجود لها على أرض الواقع”، لافتا إلى “السلطة الجزائرية تظهر مرة أخرى جرأتها على التصرف في قضايا حساسة تهم كل الجزائريين دون أن تعطي أي اعتبار للرأي الآخر ولا تخشى من أية محاسبة وأن سلطتها التنفيذية مهيمنة كلية على سائر السلطات وأن مصير الجزائر بأكمله في جهة واحدة تفعل به ما تشاء دون رقيب ولا حسيب”. وبقدر ما تشكل هذه الاحتفالات مناسبة للفرحة والسرور للفرنسيين، فهي عند مقري “بشكلها وظروفها والأسباب المقدمة لمشاركة الجنود الجزائريين فيها سبب للحزن والأسى بالنسبة للجزائريين”. وقال إن “الجنود الذين قتلوا في الدفاع عن فرنسا في الحرب العالمية الأولى والثانية، والذين يريد أن يخلد وزير الخارجية ذكراهم بالمشاركة فيها، لم يشاركوا ولم يُقتلوا فيها بمحض إرادتهم بل أجبروا على ذلك”. وتُذكر هذه الاحتفالات حسبه، بالمجازر المرعبة التي “اقترفها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الثانية في أحداث 8 ماي بعد أن غدروا ونكثوا عهودهم”، ليتساءل “كيف يمكن أن تشارك الجزائر في هذه الاحتفالات ولم يقبل الفرنسيون حتى أن يقدموا الاعتذار على مجازرهم وتعويض ضحايا ظلمهم وغطرستهم؟”. وأضاف مقري أن “هذه الخطوة التي اتخذت سرا” يُخشى أن تكون تعبيرا عن “وجود مخطط لكسر الأسس المبدئية للسياسة الخارجية الجزائرية والثقافة الوطنية التقليدية للدولة الجزائرية، ضمن مسلسل تغليب اللغة الفرنسية على اللغة العربية، وما يتعلق بالمنظومة التربوية وقضية فلسطين كملفات لمسنا فيها تراجعا منهجيا متدرجا”. وحذر من أن “هذا السلوك سيؤدي إلى ضرب استقرار البلد إن تأكد وفشى، لأن شغل الناس بالصراع على هويتهم، التي حسمها التاريخ ومواثيق الحركة الوطنية، لن يكون إلا في صالح القوى الاستعمارية ومن يخدمها “. وسبق لمقري أن هاجم بشدة وزير الخارجية رمطان لعمامرة، على خلفية موقف الدبلوماسية الجزائرية من الأحداث في مصر، حيث قال إنه “تشتم فيه روائح إيديولوجية غير زكية”. أنشر على