يعرف الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين البلديات الشمالية الساحلية وعاصمة الولاية بالشلف على إمتداد أكثر من 50 كلم حركة مرور كثيفة والتي إزدادت في الآونة الاخيرة تزامنا مع موسم الاصطياف واشتداد الحرارة، الأمر الذي دفع بالكثير من المصطافين إلى التوجه نحو شواطئ الولاية على مدار الأسبوع. يشهد الطريق الوطني الممتد على أكثر من 50 كلم حركة مرور كثيفة تزامنا مع موسم الاصطياف الذي يعرف تدفقا بشريا كبيرا للمصطافين من مختلف بلديات الولاية وحتى الولايات المجاورة ك ”عين الدفلى”، ”غليزان ”، ”تسيمسيلت” الذين يفضلون قضاء أوقات راحة واستجمام على شواطئ الولاية الممتدة لأكثر من 120 كلم والموزعة على 06 بلديات ساحلية. وتزداد حدة الزحام وتكدس السيارات في طوابير طويلة عند المدخل الجنوبي لمدينة تنس الساحلية، على اعتبار أن الطريق الوطني رقم 19 يعتبر المنفذ الوحيد للوصل إلى مركز المدينة وشاطئ البلديات الساحلية، حيث كثيرا ما يصطدم المصطافون بظاهرة الطوابير الطويلة لمركبات النقل أمام المدخل الجنوبي للبلدية ويزداد الأمر صعوبة خلال نهاية الأسبوع، حيث تعرف الجهة حركة مرور مضاعفة عن بقية أيام الأسبوع، فضلا عن الحركة الاقتصادية التي تعرفها المدينة، خصوصا وأن ميناء تنس البحري يعرف نشاطا اقتصاديا ملحوظا بفضل حركة الاستيراد. ويجد المصطافون صعوبة بالغة في الوصول إلى شواطئ المدينة نتيجة لهذا الوضع، الأمر الذي يدفع بالكثير منهم الى اختيار ساعات مبكرة بدلا من أوقات الذروة، كما يتجه آخرون إلى اتخاذ منافذ بعيدة نوعا ما عن المركز كان يسلكوا طرقات باتجاه البلديات الغربية ك”تاوقريت” و”الظهرة” مرورا بالبلديات الواقعة بالجهة الشمالية الغربية كسيدي عبد الرحمن والمرسى الواقعة أقصى لشمال الغربي لعاصمة الولاية. ورغم صيانة الطريق الوطني رقم 19 مؤخرا وتصليح الحفر التي كانت تتسبب في حوادث مرور خطيرة على مستوى هذا الطريق إلا أن ذلك لم يغير من الأمر شيئا، على اعتبار أن هذا المسلك يعد الوحيد ولا يوجد من سبيل آخر للوصول الى البلديات الساحلية، الأمر الذي يجعله يضيق بسالكيه من مسافرين ومصطافين. ويتأسف الكثير من المواطنين والسياح الذين يقصدون المدينة خلال هذا الموسم من عدم الاهتمام بهذا المحور الذي يصل البلديات الساحلية بعاصمة الولاية والاقتصار على طريق وحيد يعود الى الحقبة الاستعمارية وعدم التفكير في ايجاد بدائل أخرى، خصوصا وأن المنطقة وبما تتوفر عليه من شواطئ خلابة وغابات كثيفة ومناظر طبيعية نادرة يمكن أن تكون منطقة جذب سياحي كبير على اعتبار هذه المؤهلات السياحية والطبيعية التي حباها الله بها. وينتظر المواطنون الانتهاء من المشروع الرابط ما بين تنس وولاية تسيمسلت على مسافة أكثر من 220 كلم مرورا بالمنطقة الصناعية والتي ستربط لاحقا بالميناء البحري لمدينة تنس لتخفيف الضغط على الطريق الوطني رقم 19 من جهة وتفعيل الحركية الاقتصادية التي تعرفها البلديات الساحلية من جهة أخرى، فضلا عن المنافع السياحية المتوخاة من هذا المسار الذي سيخفف في حال تجسيده في غضون سنتين من ظاهرة طوابير مركبات النقل والشاحنات أمام مدخل البلدية السياحية والساحلية.