تعد ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية، المشهد الأكثر حضورا خلال كل موسم رياضي، تعكس صوره أحداث الشغب التي تسجل في كل مرة بمياديننا، حيث تعدت مدرجات الملاعب لتشمل محيطها الخارجي، ما يوحي أن وضع الكرة الجزائرية تجاوز الخطوط الحمراء وأخذ منحى سلبيا رسمته عدة عوامل مشتركة تتقدمها لامبالاة الجهات المسؤولة التي عجزت إلى حد الساعة عن تحويل أقوالها إلى أفعال ملموسة للحد من الظاهرة، وصولا إلى غياب الروح الرياضة وثقافتي تقبل الهزيمة والفوز سواء لدى المناصرين أو اللاعبين وحتى المسيرين. إن لم تكن الكرة الجزائرية عامة السباقة في انتهاجها عالم الاحتراف وتكوين لاعبين بإمكانهم بلوغ العالمية انطلاقا من ملاعبيها، فإنها تعد الأولى من حيث اختراع أدوات العنف في الملاعب ومدرجاتها، فبعد أن كثرت الاعتداءات بين الأنصار التي غالبا ما يستعملون فيها السكاكين وحتى الحمض عادت الحجارة لتقول كلمتها من جديد بعدما أدى غضب أنصار الكناري برميهم للحجارة إلى مقتل مهاجم الفريق إيبوسي. ولعل السؤال المطروح أين هو دور السلطات في اللاعب وهل هذه الحادثة ستكون القطرة التي ستفيض الكأس وتجعل المسؤولين يتخذون قرارات صارمة؟ عدم مبالاة الجهات المسؤولة لتهيئة الملاعب..سبب آخر الرشق بالحجارة أصبحت موضة جزائرية في ملاعبنا الوطنية كيف لا والجمهور المتعصب بات يجد أمامه سوى الحجارة ليلقيها على اللاعبين أو أنصار المنافس مادامت ملاعبنا لا تحترم المقاييس العالمية وجلها بات مسرحا للموت بسبب تفتت المدرجات ما تسبب الموسم الماضي في موت مناصرين من اتحاد العاصمة جراء سقوط جزء من المدرجات التي كلفت أرواح الأبرياء...أبرياء رافقهم أول أمس اللاعب الكاميروني إيبوسي الذي تعرض إلى إصابة بحجر طائش من مناصر للكناري ومصدر الحجر من دون شك هو تفتت مدرجات ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو الذي لطالم وعدت الجهات المعنية بترميم وإعادة تهيئة الملاعب الوطنية لكن لا حياة لمن تنادي والضحية كانت إيبوسي. الأحداث تستوجب انتهاج الطريقة الأوروبية لبناء الملاعب ومن دون شك يتطلب على الجهات المعنية بإتباع وانتهاج السياسة الأوروبية في بناء الملاعب خاصة فيما يتعلق بالمدرجات التي تبنى في أوروبا بشكل بلاط أي من الصعب نزعه عكس التي في الجزائر والغير صالحة تماما للجلوس عليها إذ لاحظنا أن في كل مباراة يخسر فيها فريق ما يقوم أنصاره بنزع الكراسي ورميها وها نحن نعيش سيناريو جديد وهو نوع الحجارة. غريب الأمر لكنه حقيقي نظرا لهشاشة المدرجات التي تملكها الجزائر المطالبة بوضع ودراسة مخطط جديد لتفادي هذه الحوادث سريعا. البرازيل تعرضت لمهزلة بسباعية ولم يحدث شيء والأكيد أن الجمهور الجزائري أحب من أحب وكره من كره مناصر يبحث عن أتفه الأسباب ليخرج نرفزته في الملاعب ولا يتحمل الخسارة ما يفسر أنه لا يعرف معنى الروح الرياضة ويوجه جام غضبه على كل من حوله عكس ثقافة المناصرين الأجانب بدليل ربع نهائي كأس العالم الماضية حين مني المنتخب البرازيلي وأهين بسباعية في مرماه أمام ألمانيا لكن الجمهور البرازيلي لم يقم لا باقتحام الميدان وبرمي المقدوفات رغم أن البرازيل كانت البلد المنظم لهذه الدورة والمرشحة الأولى لنيل اللقب العالمي لنجد أن ثقافة هذا الجمهور مدركة بقيم الروح الرياضية التي تنعدم في الجزائر.