كشف وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون، أول أمس الثلاثاء، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقوم بجهود مكثفة ومنسقة لرصد مقاتلين أجانب في سوريا، يشتبه في أنهم يخططون لتنفيذ هجمات على الأراضي الأمريكية. وقال وزير الأمن الداخلي جونسون خلال زيارة إلى كندا، أن نحو 12 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم سافروا إلى سوريا على مدار السنوات الثلاث الماضية، للقتال بصفوف الجماعات “المتشددة” مثل “تنظيم الدولة”، وأضاف جونسون: “نحن قلقون من أن هؤلاء المقاتلين الأجانب، لن ينضموا فحسب إلى تنظيم الدولة أو إلى تنظيمات متطرفة أخرى في سوريا، وإنما ربما يتم تجنيدهم بواسطة هذه الجماعات المتطرفة لمغادرة سوريا وتنفيذ هجمات في الخارج. ومن جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتمع مع مجلس الأمن القومي لمناقشة إستراتيجية التصدي لتهديد المجموعات المتطرفة في العراقوسوريا، كما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، يوم الثلاثاء، أن الجيش الأمريكي لا يمكنه أن يقصف تنظيم داعش “بشكل أعمى”، داعيا إلى التحلي ب”صبر استراتيجي” من أجل التخلص من الجهاديين. وانتقد كيربي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام والتوقعات غير الواقعية عن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفائها في سورياوالعراق. وذكر المتحدث بأن قادة الجيش الأمريكي كانوا واضحين منذ البداية حول كون الضربات الجوية وحدها لا تكفي، ولكن بذل جهود على المدى الطويل سيكون أمر ضروري من أجل تدريب وتأهيل مقاتلي المعارضة السورية “المعتدلة” ومن أجل تعزيز الجيش العراقي. ومن جهة أخرى، كشف شهود عيان أن التنظيم يقصف مدينة عين العرب بالمدفعية بشكل متواصل، بينما تدور اشتباكات على أكثر من محور بين عناصر التنظيم الذي يحاصر المدينة من ثلاث جهات، والفصائل الكردية التي تدافع عن مواقعها بشراسة، وأضاف أن طيران التحالف الدولي شن من جهته غارات على ما يبدو أنها مواقع لتنظيم الدولة الذي يحكم الطوق حول المدينة، وأشار إلى أن الطيران يقوم كذلك باستكشاف مواقع التنظيم التي يقصف منها المدينة بالمدفعية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد في وقت سابق أن مقاتلي تنظيم الدولة باتوا “على بعد كيلومترين أو ثلاثة” من كوباني (عين العرب) التي يسعون إلى السيطرة عليها، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “هناك واديا فقط يفصلهم عن المدينة”. وتحدث المرصد عن موجات جديدة من النازحين الأكراد بدأت تتدفق نحو تركيا هربا من القتال واحتدام المعارك، بينما قالت مصادر محلية إن هناك عددا كبيرا من الجرحى في صفوف المقاتلين الأكراد والمدنيين. وأمام تصاعد حدة الاشتباكات عزز الجيش التركي مواقعه على الحدود وبدء عمليات انتشار على طول المنطقة كما أغلق المنطقة المؤدية إلى المعبر بين عين العرب والأراضي التركية، وقال بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء التركي أمس الثلاثاء إن مقاتلي تنظيم الدولة يتقدمون صوب قبر سليمان شاه في شمال سوريا، ويقع القبر في جيب تعتبره تركيا ذا سيادة خاصة ويحرسه جنود أتراك، ووجهت الحكومة التركية الثلاثاء طلبا إلى البرلمان لمنحها تفويضا يخولها تكليف الجيش للقيام بعمليات عسكرية خارج الأراضي التركية لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة إذا اقتضت الحال.