طوارئ بالأحياء الجديدة والولاية مطالبة بالتدخل لتجنب سيناريو عين المالحة تواصلت أمس ولليوم الثالث على التوالي حروب الساموراي التي نشبت بين المرحلين الجدد للحي السكني 1032 مسكن بأولاد منديل التابع لبلدية دويرة وجيرانهم القدامى بحي 100 مسكن المسمى “محي الدين” التابع لبلدية بئر توتة، مخلفة العديد من الإصابات بحيث بلغ عددها العشرات من الجرحى، وكذا خسائر مادية طالت السيارات المركونة بالحي والتي تجاوزت 7 مركبات محطمة جراء المشادات والشجارات العنيفة التي نشبت بين الطرفين على مدى 3 أيام دون تدخل من السلطات الأمنية لفرض الأمن والنظام بالمنطقة. تعود وقائع الشجارات هذه لنشوب مشادة كلامية بين مدمنين على المخدرات من الطرفين كانوا ساهرين على قارعة الطريق الذي يفصل الحيين والبلديتين الجارتين عن بعضهما، وسرعان ما تحولت هذه الملاسناة لشجارات بالأيادي، ثم تعصب أهاليهم وجيرانهم لتتوسع دائرة الشجار وتشمل الكبار والصغار وتستعمل فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء من سينيال، خناجر، سيوف، سكاكين، سواطير حجارة وعصي، كل جهة مطالبة بضرورة تحكمها بزمام المنطقة وفرض منطقها على الطرف الثاني، وكأن منطق الغاب هو الحاكم والفاصل لا منطق القانون والأمن والسلام، حيث أعادت هذه الشجارات التي صارت تلقب بحروب “الساموراي“ بسبب ما يستعمل فيها من أسلحة وخسائر مادية على غرار ما أصب السيارات وحتى بالأرواح والجرحى. وقد خلقت هذه الأجواء المشحونة التي قضت على فرحة عيد الأضحى المبارك في ثاني أيامه حالة من الاغماءات والهلع وسط أمهات وزوجات المتشاجرين من سكان الحيين بسبب خوفهم من وقوع إصابات وقتلى بينهم، لا سيما عند استعمال الأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها ودخول المدمنين للمواد الكحولية والمخدرات في الشجار ورؤية السيارات المحطمة وسط الحي، متخوفين من تكرار سيناريو حي عين المالحة بعين النعجة والحروب التي طال أمدها وكادت تطبع يوميات المواطنين هناك بسبب سوء التفاهم والتعايش بين المرحلين الجدد والقدامى بالمنطقة. وقد وضعت حروب “الساموراي“ التي انتقلت هذه المرة للحي السكني الجديد بأولاد منديل ببلدية الدويرة وجيرانهم بحي محي الدين ببئر توتة، مسئولي ولاية الجزائر في حيرة من أمرهم فبدلا من الالتفات لاستكمال عملية اعادة الاسكان التي تعول على انجاحها على كامل الأصعدة، لا بد من الالتفات وبجدية لوضع مخطط أمني شامل لمنع حدوث المزيد من المناوشات والصراعات بين المرحلين الجدد للأحياء السكنية الحديثة وقاطني المنطقة القدامى.