فجّرت عملية الترحيل الرابعة عشر المندرجة بالهيكل التنظيمي الثالث، الذي وضعته السلطات الولائية ضمن الإستراتيجية التي تعتمدها للتخلص من السكنات الهشة القصديرية والأقبية والأسطح، غضب 400 عائلة تنتظر حق استفادتها من سكنات الكرامة والتخلص من الشتاء ال 20 داخل شبه سكنات، بالخروج للشارع وحرق الترامواي لإجبار المسؤول الأول عن عاصمة البلاد بتعجيل ترحيلهم إثر الوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حسبهم. تواجه مصالح زوخ غضب 400 عائلة تتأهب للخروج من دوامة شبه سكنات، وقضاء فصل الشتاء في سكنات ”الكرامة”، خاصة بعد تأكيد المسؤول الأول عن عاصمة البلاد عن استكمال عملية التخلص من الأقبية مثلما تم القضاء على الشاليهات التي استنزفها زلزال 2003. وبالرغم من متابعة السلطات لمخطط تسليم مليوني وحدة سكنية بهدف التخلص من أزمة السكن، إلا أن تراكم مشاكل عملية ”الراحلة” والرد على طعون المقصيين منذ انطلاق العملية في الفاتح من شهر جوان الفارط، أثار العديد من التساؤلات وأسال كثيرا من الحبر حول قضية تخليص الولاية 16 من النقاط السوداء.. ولم تهضم 400 عائلة عدم حصولها على السكن ذات الصيغة الاجتماعية مثلها مثل 50 حيا فوضويا تم القضاء عليه بأكثر من 20 بلدية التي تحصلت على كوطة معتبرة من حصتها السكنية، خاصة إذا تعلق الأمر بالأحياء الجديدة التي تم إنجاز السكنات بها مثل بلدية بئرتوتة، الكاليتوس، بابا علي، براقي وهراوة.. لتبقى 17 بلدية تنتظر ”صدقة” الولاية للإفراج عن العائلات التي تتخبط في أزمة السكن سواء بالأقبية أو السكنات القصديرية. ويهدد المئات من قاطني الأقبية بحي ”سوريكال” في بلدية باب الزوار، بعدم الاكتفاء بغلق المقر البلدي مثلما حدث الأسبوع الفارط بل قد يتعدى الأمر إلى حرق الترامواي، لأن المسؤولين يجبرونهم - حسب قولهم - على استعمال العنف لجلب انتباه الجهات المعنية، بعد انتشار إشاعة ترحيلهم الفاتح من نوفمبر، وهو التاريخ الذي أعلنه الوالي زوخ خلال تصريحاته الأخيرة. وتطرح قضية عدم مباشرة المسؤولين لأكبر المواقع القصديرية كحي الرملي ووادي السمار والأقبية التي تشتهر بها منطقة باب الزوار، الكثير من التساؤلات، لأن عملية التأجيل هذه باتت تظهر- حسب ما وصفها السكان المعنيون ل”الفجر” - مفتعلة خاصة بعد مرور 14 عملية متتالية خلال 06 أشهر كاملة.. بالرغم من تبرير الجهات الولائية في العديد من المرات أن سبب تأخر رؤساء البلديات بمنح ملفات العائلات التي ستنال شقق ”الكرامة”، إلا أن الثائرين لم يستوعبوا تهميشهم في كل مرة، خاصة بعد وعود عبد القادر زوخ بتخليصهم من الأقبية هذا الشتاء، إلا أن التبريرات التي اتخذتها الولاية كذريعة للتحجج بعدم استلام أغلب البلديات لحصصها السكنية كان نتيجة تماطل ”الأميار” عن تقديم ملفات العائلات المعنية.