الرقية في حقيقتها دعاء فإن الله وحده هو الحافظ وهو وحده الشافي والدعاء يصح بكل ما صح معناه وسلم مبناه، والأفضل أن تكون الرقية بالقرآن أو بأسماء الله وصفاته أو بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المهم جدا تحصين الأهل والأولاد والمال يوميا بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والالتزام بالصدقة بما تيسر وبأداء الحقوق وصلة الرحم. وإذا احتاج المسلم إلى رقية فإن أنفع الرقية وأكثرها تأثيراً رقية الإنسان لنفسه، فالرقية لا تحتاج إلى معالج متخصص، خاصة في ظل كثرة المحتالين، وكثرة تعليل الناس لإخفاقاتهم وأمراضهم النفسية والجسدية بالسحر والعين ومس الجن.إضافة إلى الممارسات الخاطئة المعتمدة من بعض الجهلة كضرب المريض إلى حد الموت أو إتلاف أعضائه بدافع إخراج الجن واعتماد الحيل الموهمة -من طرف البعض- لمعرفة الغيب استنزافا في أغلب الأحيان لأموال الضحايا، وإن كان كل ذلك حقيقة أي: السحر والعين، ومس الجن غير أن ذلك يبقى هامشا صغيرا أذن به الله اختبارا لعباده ، ولذلك ينبغي الحذر من الدجالين والمشعوذين الذين يستغلون حاجة الناس واضطرارهم ليقوموا بنصبهم واحتيالهم، ومن أنفع ما يرقى به: 1/ فاتحة الكتاب والمعوذتان وسورة الإخلاص وآية الكرسي. 2/ جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: ”إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة”. 3/ عن عائشة، رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: ”اللهم رب الناس أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما”. 4/ جاء في سنن ابن ماجه عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن جبرائيل، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال: ”نعم” ، قال: ”بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين، أو حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك”. 5/ ما في صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه، أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل باسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر”. 6/ ومما ينفع في فك السحر بإذن الله: - قوله تعالى: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} يونس81 وقوله تعالى: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} الأعراف 118إلى 120 وقوله تعالى: {إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} طه69 ويجوز النفث بهذه الآيات أو غيرها في تراب أو ماء ثم جعل ذلك على المريض لما في سنن أبي داود: ”...ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه”. 8/من المفيد تحصين البيت بقراءة سورة البقرة، ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”...اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”. ولا حرج في الاقتصار على بعض هذه الآيات والأدعية أو قراءة غيرها حسب ما يتيسر فالأمر فيه سعة. ومن المعروف أنه لا يجوز إتيان العرافين، ففي صحيح مسلم عن صفية رضي الله عنها عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: (قال الخطابي وغيره: العراف هو الذي يتعاطى معرفة مكان المسروق، ومكان الضالة، ونحوهما، وأما عدم قبول صلاته فمعناه أنه لا ثواب له فيها وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه)..