كشف البروفيسور ”بلقاسم شافي” عضو بالمكتب الوطني لجمعية التنظيم العائلي، وأخصائي في طب النساء والتوليد، على أكبر طابو يعرقل حياة الأزواج من ناحية مرونة العلاقة الحميمة بينهم، والتي تشكل بدورها عائقا أمام عملية الإنجاب وتنظيم النسل. الأمر الذي يؤدي إلى فصل الرابطة الزوجية لتشكل قضايا الطلاق المتعلقة بهذا المشكل حوالي 65 بالمائة. نظمت الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي محاضرة تبلورت من خلال يوم تحسيسي حول ”الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي”، وذلك في إطار تنفيذ برنامج عملها لسنة 2014، والمدعم من مكتب الأممالمتحدة للسكان بالجزائر وبالشراكة مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. لتكون مداخلة البروفيسور ”بلقاسم شافي” متعلقة بالحياة الزوجية، حيث اعتبر أن كثيرا من الناس يخلطون بين ”تحديد النسل” و”تنظيم النسل”، ويعتبرون أنها عملية واحدة، في حين أن ”تحديد النسل” هو أن يحد الزوجين عملية الإنجاب عند عدد معين من الولادات دون إضافة، أما ”تنظيم النسل” فهو الفارق الزمني بين كل مولود يحدده الزوجين بطريقة قصدية. ليشير في سياق حديثه عن وسائل منع الحمل المتوفرة في بلادنا لتحتل حبوب منع الحمل الصدارة عند الصيدليات، والحصول عليها يكون بوصفة طبية، كما أنها تلقى رواجا كبيرا عند النساء، لينوه ذات المختص عن الهدف التجاري الذي يغلب على أغلب هذه الأدوية والتي تشكل ضررا على الجانب الصحي، على عكس ”الواقي الذكري” الذي لا يستعمل إلا بالفحص الدقيق من قبل الطبيب المختص، فإذا وجد هذا الأخير بعد تشخيص الحالة أن ”الواقي الذكري” قد يضر بها فإنه يمتنع عنه. كما تأسف عن عدم وجود حبوب منع الحمل الخاصة بالرجال، لأن عملية تنظيم النسل تكون بإشراك الزوجين يضيف المتحدث. ليتأسف عن هشاشة الثقافة الجنسية بين الأزواج، الأمر الذي يجعلهم لا يتعرفون على بعضهم البعض جنسيا، وتخلط أوراق اللعبة لدرجة فك الرابطة الزوجية التي مست حوالي 65 بالمائة منهم بسبب المشكل الجنسي. ليجيب البروفيسور ”بلقاسم شافي” عن سؤال ”الفجر” حول سبب التزايد الكبير للعمليات القيصرية خصوصا بالعيادات الخاصة، وهل استعمالها هو عملية ممنهجة ل”تنظيم النسل”؟ في قوله ”لا يمكن للطبيب المختص إجراء عملية قيصرية دون موافقة المرأة، وإخضاعها لهذه العملية لا يكون إلا بعد الفحوصات التي تثبت أن جسدها عاجز على الإنجاب بشكل طبيعي”، علما أن تزايدها في السنوات الأخيرة راجع للإمكانيات التي تتوفر عليها المنظومة الصحية، فالسنوات الماضية كانت بعض الأمراض التي تصيب المرأة تحول دون عملية الحمل، كداء السكري على سبيل المثال، أما في الوقت الراهن فإنهن يتمكن من الإنجاب بإجراء عملية قيصرية.ناهيك عن حالات الوفاة التي كانت تصيب النساء قديما في مجتمعنا بعد الولادة مباشرة أو تؤدي إلى وفاة الجنين أو كلاهما بسبب ندرة أو قلة التهيئة الصحية لرعاية المرأة والطفل، أما اليوم فقد تجاوزنا هذا المشكل حسب تصريح المتحدث. ليشير البروفيسور سعيد بدري كابويا رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، إلى اللاعدل القائم بخصوص بعض وسائل منع الحمل الفعالة، والتي لا تكون في متناول الجميع، فالأزواج أصحاب الدخل الضعيف قد لا يتحملون تكاليفها، معتبرا أن الاستفادة منها موجه فقط لفئة معينة دون غيرها.كما أن الحكومة الجزائرية لم تنتهج بعد إمكانيات تتوافق والمعايير العالمية لتنظيم النسل.