نظمت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أمس الأول، بالمدية، يوما دراسيا+ الأول من نوعه في إفريقيا حول مرض الإيبولا، وكيفية تجنب الإصابة به، وذلك بالتنسيق مع جامعة المدية يحي فارس ومديرية الصحة بالولاية، وبمساهمة المنظمة العالمية للصحة ومعهد باستور بالجزائر. وجاءت المبادرة في إطار مخطط الوقاية الصحية الذي أعدته الوصاية بغرض تحسيس الهيئات الطبية العاملة بمختلف الهياكل الاستشفائية حول الأخطار التي يمثلها هذا المرض، وتنظيم الفرق الطبية. وقد حضر عدد من المشاركين من 15 ولاية من أطباء ومتخصصين، مع حضور خبراء أجانب لعرض القواعد والمناهج الصحية التي ينبغي اعتمادها وكذا تنظيم جهاز التكفل بالمرضى. وفي هذا السياق، كشف ممثل الصحة العالمية بالجزائر، باها كيتا، على وجود 16000 حالة إصابة بمرض الاإبولا من بينهم 5738 لقوا حتفهم في تسع دول إفريقية من بينها السيراليون، غينيا، مالي وليبيريا. كما أشار إلى أن مالي وحدها وجد بها 7 حالات إصابة توفي منهم 5، فيما لايزال اثنان يتلقيان العلاج اللازم، في حين صرح بوجود 850 حالة تحت الرقابة الصحية للتأكد من عدم إصابتها بالمرض، كاشفا في ذات السياق انتهاج المنظمة استراتيجية من شأنها الحد والتخفيف من انتشار المرض، وذلك عبر تحسيس البلدان الحدودية والمجاورة للدول التي ظهرت فيها إصابات باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع دخول الوباء إلى أراضيها، وبالمقابل إيقاف انتشاره في البلدان المصابة من خلال الوقاية والتكفل بكل الحالات صحيا، وتمويل المخابر للإسراع في إيجاد لقاحات لإنهاء معاناة المرضى. كما شدد على ضرورة قيام رؤساء القبائل الإفريقية بحملات تحسيسية نظرا للثقة التي يوليها الأهالي لهؤلاء. ومن جهته، أكد رئيس الفورام، مصطفى خياطي، لدى عرضه لدراسة حول أخطار مرض الإيبولا في الجزائر، والتي مست 9 ولايات من الوطن، شملت أكثر من 4000 مواطن من بينهم 900 موظف تابعين للقطاع الصحي، حيث تمحورت الدراسة حول مدى المعلومات المتوفرة لدى المواطن الجزائري وكشف عن وجود 95 في المئة من العاملين في المجال الصحي لهم دراية بوجود الإيبولا، في حين هناك وجود نسب متفاوتة أظهرت غياب معلومات حول كيفية تجنبها أو المصادر الحقيقية للمرض أو حتى الدول المصابة به. ومن هنا أكد خياطي على ضرورة التنسيق بين الفاعلين في المجال الصحي وكذا المجتمع المدني للتعريف بمرض العصر والتكثيف من الحملات التحسيسية لتفادي الإصابة به أو نقله عبر الحدود الجزائرية، مشيدا بالدور الجزائر في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي انتقاله. ومن جهة أخرى، كشف البروفيسور برونو لينا، من المستشفى الجامعي بليون الفرنسية، وجود إصابات بكل من أوروبا وأمريكا، مؤكدا على إمكانية السيطرة على المرض عن طريق الكشف والتشخيص المبكر والوقاية.