ينتظر سكان مشتتي الزلزلة والقنطرة ببلدية وادي العثمانية، في ولاية ميلة، التفاتة السلطات المحلية من أجل فك حصار العزلة المضروب عليهم لسنوات عديدة، خاصة بعد استفادتهم من مشروع لتهيئة الطريق الرئيسي المؤدي للمشتتين. غير أن حلمهم في التخلص من حياة البداوة والتخلف لم يتحقق، بعد أن تبدد بصيص الأمل لديهم حينما توقف المشروع في منتصفه. قال بعض السكان في تصريحاتهم أنهم استبشروا خيرا بهذا المشروع الحيوي الذي أعاد الحياة لقاطني الجهة السفلى من المشتتين، أين سهل عليهم عملية التنقل وأزاح عن كاهلهم معاناة المشي في تلك المسالك الترابية الموحلة وربطهم بالمناطق المجاورة، وهذا بعد قيام شركة كوجال بتعبيد الطريق العابر لتلك الجهة، إلا أن أشغاله بقيت في منتصفها ولم تشمل بقية الجهات من المشتتين، وهو ما زاد من عزلة سكانها، فبالإضافة إلى تلك الدرجة المتقدمة من الإهتراء التي يعرفها الطريق المذكور شكلت بقايا التربة الناتجة عن عملية الحفر المتراكمة جبالا ترابية يصعب عبورها، خصوصا بعد تهاطل الأمطار عليها، وهو ما منعهم من الخروج حتى لقضاء حوائجهم الضرورية. ويشتكي سكان المنطقتين من جهة أخرى من أزمة خانقة في التزود بمياه الشرب، رغم مدهم بقنوات مياه الشرب في الآونة الأخيرة، إلا أن المياه بقت حبيسة تلك الأنابيب ولم تنزل أي قطرة منها إلى حنفياتهم وحمل السكان البلدية مسؤولية بقائهم تحت رحمة العطش، خاصة بعد استهلاكها لمبلغ ضخم قدر بأكثر من 2 مليار سنتيم ذهب كله في أدراج الرياح، بعد فشلها في ربطهم بهذه المادة الضرورية للحياة التي يجلبونها وفي ظروف جد قاسية من الينابيع والآبار المجاورة. ومن جهته رد مير بلدية وادي العثمانية على هذا الإشكال قائلا: ”إن البلدية استفادت من مقررة لتهيئة طرقاتها ومن بينها الطريق الرابط بين مشتتي الزلزلة والقنطرة، حيث خصص لهذا المشروع مبلغ مالي قدره 400 مليون سنتيم، فيما أرجع سبب عدم صلاحية أنابيب المياه إلى التخريب الذي طال الشبكة في الأيام الماضية”.