يعاني سكان حي 200 سكن تساهمي غربي مدينة الأغواط من تسربات المياه الى بعض العمارات، وعدم ربط الحي بشبكة الغاز الطبيعي وغياب الإنارة العمومية، فضلا عن انتشار الكلاب المتشردة التي صارت تقلق الأطفال المتنقلين الى المدارس ورواد المساجد. ولم تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد، بل زاد غياب النقل الطين بلة، وهو مما تسبب في عزلة الحي وجعل قاطنيه يتكبدون يوميا مشاق السفر وتكاليفه مع سيارات الأجرة، وبخاصة المتمدرسين، أو حتى الذين يتنقلون الى المدن المجاورة لقضاء حاجياتهم، إضافة الى انعدام الممهلات على مستوى مداخل ووسط الأحياء، بما يعرض السكان الى مخاطر حوادث المرور، كما يشتكي المواطنون من غياب مدرسة بالحي، إضافة الى المشاكل التي تنجم عن عدم قبول أبنائهم بالمدارس المجاورة. ويشتكي سكان حي المجاهدين من انعدام ونقص التجهيزات العمومية، سواء تعلق الأمر بالمرافق الصحية أو التربوية وحتى الخدماتية كمكتب البريد وقاعة للعلاج، الى جانب إكمالية وثانوية رغم أن الحي هو أقدم مجمع سكني بالولاية، ناهيك عن نقص شبكات التطهير والبالوعات التي انسدت في بعض الشوارع بفعل السيول الجارفة من مرتفعات جبل الصادقية الذي تحولت حجارته إلى كابوس يهدد حياة السكان كلما تساقطت الأمطار، إضافة إلى اهتراء ممرات الحي الشيء الذي جعل أصحاب النقل الحضري يتفادون الدخول إليه. كما يعيش السكان يوميا على هاجس المخاطر التي تشكلها الأعداد الكبيرة للكلاب الضالة التي أضحت تتجول في النهار كما في الليل. ودفعت هذه المشاكل التي يعاني منها المواطنون يوميا، الى مطالبة السلطات المحلية إدراج حيهم ضمن برامج التحسين الحضري من تهيئة عمرانية وإنارة عمومية وطرقات، بالإضافة إلى بناء جدار واق لمصب الوادي لوقف انهيار الحجارة والسيول الجارفة مع تعزيز وتدعيم شبكات المياه الشروب وقنوات الصرف الصحي وصيانة البالوعات ومجاري المياه، فضلا عن تزويدهم بمشاريع تنموية تتعلق بمكتب بريدي، قاعة علاج، مركز للضمان الاجتماعي وإكمالية. الى ذلك، لا تزال عائلات بمنطقة "الرال" الفلاحية ببلدية سيدي مخلوف تعاني في صمت لحرمانها من أبسط متطلبات الحياة الكريمة التي شكل غيابها جحيما لا يطاق في ظل تقاعس الجهات الوصية عن التكفل بأبسط الحاجيات التي تمكنهم من توديع هذه المعاناة التي عمرت معهم طويلا. وتعد منطقة الرال من التجمعات الريفية التي تتميز بطابعها الفلاحي الرعوي المتمثل في الزراعية وتربية الماشية وتشتهر أراضيها الخصبة بإنتاج القمح الصلب والشعير لاسيما بمنطقة القنطرة. وينحدر سكانها من قبيلة السبيعات، يتجاوز عددهم 91 عائلة تعيش في ظروف صعبة لانعدام الكهرباء الريفية، ناهيك عن مياه الشرب التي يستخرجونها من الآبار غير معالجة وبوسائل جد مكلفة ويعتمدون في تشغيل مضخات استخراج مياه السقي والشرب على المازوت. ولعل ما يشق على هؤلاء صعوبة التنقل إلى عاصمة البلدية على مسافة 30 كلم لقضاء حاجياتهم اليومية بسبب قدم الطريق واهترائه. وأشار السكان إلى أنه بالرغم من مساهمة الجهات الوصية في مدهم ببعض الامتيازات المتعلقة بالطاقة الشمسية والكهرباء الفلاحية، إلا أن ذلك يبقى غير كاف لتحقيق ما يطمحون إليه، مؤكدين حاجتهم للكهرباء والماء الشروب وكذا التغطية الصحية وأشياء أخرى ضرورية ترجمتها نظرتهم التشاؤمية للواقع الاجتماعي المزري الذي يعيشونه منذ نصف قرن أو ما يزيد. بعض من التقتهم "البلاد" قالوا "إننا نعاني من عزلة حيث نضظر الى استعمال الدواب للتنقل الى مقر بلدية سيدي مخلوف بسبب اهتراء الطريق الذي يستعملونه والممتد على مسافة 30 كيلومترا الأمر الذي يجعلنا نجبر للوصول إلى عاصمة البلدية على التنقل عبر بلدية تعظميت بولاية الجلفة بعد إضافة عشرات الكيلومترات مرورا بالطريق الوطني رقم واحد والمشي مسافة معتبرة في حدود الولاية المجاورة. وأشار السكان الى تسجيل عدة حوادث مميتة خاصة للنساء الحوامل والمصابين بلسعات العقارب بسبب تأخر إيصال الضحايا الى العيادات الطبية نتيجة صعوبة ووعورة المسالك التي تربطهم بمقر البلدية، مؤكدين في سياق حديثهم أن إتمام أشغال الطريق الذي يربط بين منطقة "الرال "وسيدي مخلوف ستفتح آفاقا للنشاط الفلاحي والرعوي وحتى السياحي باعتبار أن هذا المسلك سيشق الطريق عبر المحطة الأثرية للرميلية ويفك العزلة عن منطقة بخداش السياحية، كما أنه يربط بلديتهم ببلديات عين الشهداء والدويس بولاية الجلفة، والحاجب ببلدية تاجموت. ودعا سكان المنطقة إلى إنجاز الآبار الرعوية لتوفير الماء لماشيتهم وسقي محاصيلهم الفلاحية التي طالها الجفاف، مطالبين من جهة أخرى بتجهيز بئر حاسي الديلمي بمنطقة القنطرة التي تحتاج إلى مضخة لاستغلال المياه الجوفية.