دعت حركة البناء الوطني السلطة إلى حوار شفاف حول الدستور، وإلى إطلاق سلسلة إصلاحات سياسية تبدأ من الدستور، لتكريس الديمقراطية الحقيقية، وعبرت عن مساندتها لسكان الجنوب في رفضهم لاستغلال الغاز الصخري. قال أمس، رئيس حركة البناء الوطني، مصطفى بلمهدي، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح مجلس الشورى، إن الحركة تساند سكان ولايات الجنوب في موقفهم الرافض لقرار الحكومة القاضي باستغلال الغاز الصخري، موضحا أن ”الجنوب الذي يتألم فيه إخواننا من حرارة الأرض، وحرارة بقايا التفجيرات النووية الاستعمارية، وحرارة غلاء المعيشة، وحرارة التهميش في مشاريع التنمية، يضاف إليهم أخيرا حرارة وألم الغاز الصخري، نحن نساندهم في احتجاجاتهم”، وأضاف أنه ”نسجل احترامنا لقرار السلطة بالتراجع عنه، استجابة لمطالب إخواننا في ولايات الجنوب وهذا عين الحكمة”. وعبرت الحركة على لسان رئيسها، عن استيائها للتعاطي الفرنسي مع الإسلام، وقالت إنه ”من سب اليهود يكون عدوا للسامية، ومن سب الإسلام يعتبرون ذلك حرية تعبير، وما ذلك إلا لأنهم يديرون حربا على الإسلام الذي فتح قلوب شعوبهم فبدأوا يتوجهون إليه بعد فشل خياراتهم الاجتماعية في اسعاد الناس”. من جهة أخرى، دعا بلمهدي الليبيين والماليين إلى تحكيم العقل وحماية سيادتهم، بدل الاستعانة بالأجنبي الذي يريد أن يفرق صفوفهم، ويشتت شملهم، ويستولي على ثرواتهم وأرضهم. وحول الأزمة التي تشهدها البلاد جراء انخفاض أسعار النفط، أبرز رئيس حركة البناء الوطني أنه الدرس الأكبر، ”لأنه أصبح أداة هامة في أيدي غيرنا لإعادة صياغة منطقتنا العربية على قواعد جديدة تخدم مصالح الشركات الكبرى، ووسيلة لتصفية حسابات سياسية خاطئة، وتابع بأن ”الشعوب لا تشعر بنعمة ارتفاع سعر البترول ويصلها الألم من انخفاضه”. أما بخصوص ملف التعديل الدستوري، فأشار بلمهدي إلى أنه أصبح مثل القصة التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، فكثر الحديث عنه وقل الحديث فيه، مطالبا بالحوار الشفاف حول الدستور، وبضرورة إطلاق سلسلة إصلاحات سياسية تكرس الديمقراطية الحقيقية.