رفع وزير الشؤون الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، من مستوى تهجمه على الجزائر، حين وصفها ب”البلد العجيب الذي ليس له أجندة غير معاداة المغرب”، في الوقت الذي أكدت مصادر مغربية أن المخابرات الفرنسية هي التي تقف وراء تسريبات كريس كولمان. وبنبرة عدائية، زعم مزوار، في خطاب له بالبرلمان المغربي، أن للجزائر ”نقطة وحيدة ومشروع سياسي ومجتمعي قائم على معاداة المغرب”، مضيفا أن مسؤوليها ”هدفهم اختلاق الآفاق للمواطنين الشباب، وإعطاء تركيبة مؤسساتية بناء على المغرب”. وحمل خطاب وزير الخارجية المغربي تهديدا صريحا للجزائر، وهو الذي عكف منذ عودة الدفء للعلاقات الفرنسية المغربية الأسبوع الماضي، وقال إن المغرب ”سيقف في وجه المحاولات التي وصفها باليائسة والبئيسة الساعية لضرب مصالح المملكة”، مدعيا أن ”ما عشناه يجب أن يكون فيه نقاش صريح بين مكونات المجتمع المغربي للتقدم خدمة لهذا الوطن”. واعترف مزوار، بتزايد الضغوط الدولية الداعية إلى الاعتراف بحقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وأبرز أن ”المغرب تعرض لضغوطات متعددة لاستئناف المفاوضات على مدى تسعة أشهر، لكن تمسكنا بموقفنا للوصول لضمانات حقيقية”، وفق تعبيره، ليدعي أنه ”تم تكسير هذه الضغوط”. ويكشف الوزير المغربي هذه الضغوط الدولية التي وصفها ب”الانزلاقات” والتي دفعت الرباط إلى ”التعامل مع الصحراء الغربية كمنطقة غير تابعة للسيادة المغربية، وعدم تحميل الجزائر المسؤولية، والإشارة للثروات الطبيعية والمراقبة الدائمة لحقوق الإنسان”، بالإضافة إلى رفع دعاوى قضائية ضد المغرب لدى الاتحاد الأوروبي لرفض اتفاقية الصيد البحري. وتأتي التصريحات المعادية لمزوار، غير المؤسسة، بعد اتهامه وبشكل علني الجزائر، بتسريبات فضحت سياسة المخزن عبر حساب ”كريس كولمان 24” منذ شهر أكتوبر الماضي، ليتبين فيما بعد أن المخابرات الفرنسية هي من يقوم بتسريبها، فقد تأكدت بعد انفراج الأزمة المغربية الفرنسية موجة من الشكوك لدى متابعين، موجهين أصابع الاتهام إلى المخابرات الفرنسية بالوقوف خلف تسريب المئات من الوثائق الدبلوماسية المغربية والمصنفة تحت خانة ”سري جدا”. وقال أمين الشراعي، الباحث الأمني المغربي والخبير الاستشاري في تقنيات الأنترنت، إن ”توقف الجهة التي تلقب نفسها بكريس كولمان في هذا التوقيت بالذات يثير الشكوك ويجعل المخابرات الفرنسية متهما رئيسيا في الوقوف خلف التسريبات”، مضيفا أنه ”بالرجوع إلى الملفات التي تم تسريبها فيظهر بشكل جلي غياب أي وثيقة تورط الحكومة الفرنسية، بخلاف العشرات من الوثائق التي تفضح العلاقات المغربية الأمريكية”. واعتبر الشراعي، الذي أضيف اسمه مؤخرا إلى ”قائمة الشرف” الخاصة بموقع البحث العالمي ”غوغل” بعد اكتشافه لإحدى الثغرات الخطيرة داخل خدمة البريد الإلكتروني ”جي ميل”، والتي تمكن القراصنة من الاختراق والتحكم في البريد الإلكتروني، أنه ”ليس من المستبعد أن يكون حساب كريس كولمان عبارة عن ورقة ضغط تستعمله المخابرات الفرنسية ضد المغرب، لتحقيق أهداف فرنسية”.