يعرض حاليا بقاعة الباي التابعة لقصر الثقافة مفدي زكريا وإلى غاية 28 من الشهر الحالي، لوحات للرسم، للفنانة التشكيلية فتيحة بيسكر، التي تزخر بمسار فني تخلله العديد من المعارض بالتراب الوطني، وكذا معارض ومشاركات دولية توجت عبرها بجوائز عديدة، عرفانا وتقديرا لأعمالها الفنية المتميزة بالألوان الحية والحاملة للكثير من الدلالات المعبرة عن مشاعر الحب والأمل المنبثقة عن عالم الطبيعة والحياة، ولاكتشاف الأعمال الفنية المقدرة بحوالي 40 عملا، اقتربت جريدة ”الفجر” من السيدة المتواضعة فتيحة بيسكر وأدلت لنا بحوار خص الفن التشكيلي عموما وعالمها الفني خاصة. اللوحات المعروضة ميزها اللونين الأزرق والاحمر، عن ماذا تعبر هذه الالوان، وهل السوق الجزائرية تحتوي على كل الالوان الزيتية ؟ اللوحات المعروضة خلال هذا المعرض تحتوي جلها على الألوان الحية على غرار الأزرق والأحمر والبني، إضافة إلى ألوان عديدة مثل الأصفر والأبيض، وبالنسبة للون الأزرق أحوال من خلاله التعبير وتمثيل البحر والسماء، وهذا لتأثري بالطبيعة والمحيط الذي نعيش فيه، إضافة إلى عشقي لهذا اللون بكل تدرجاته اللونية، التي أعتبرها عاكسة لمشاعر الأمل والحرية، أما فيما يخص اللون الأحمر فهو يعبر عن الأرض والتراب، وبكلامنا عن الألوان أود أن أشير إلى إنه من الصعب في يومنا هذا بالجزائر إيجاد كل الألوان، كالتي كنت أجدها في السوق سنوات التسعينيات، ويمثل هذا مشكل حقيقي بالنسبة للفنان التشكيلي، الذي يحاول من خلال الرسم عكس العالم الذي نعيش فيه بكل ألوانه. في أي خانة تصنفون أنفسكم في الفن التشكيلي؟ المختصون والفنانون اللذين تعاملت معهم خلال مسيرتي الفنية، يصنفون أعمالي الفنية ضمن فن الرسم التجريدي الخالص، أما بالنسبة لي فاعتبر الأعمال التي أقوم برسمها، من بين الأعمال الفنية التي تعبر عن الطبيعة وكل المواضيع التي أعكسها في اللوحات، بحيث تمثل طبيعة خيالية أو طبيعة معادة التركيب، وأضرب مثال بلوحات تحمل عناوين ”الواحات” و”العصفور الأزرق”. لاحظنا ضمن اللوحات المعروضة بقصر الثقافة أن بعضها لم تحمل عناوين، لماذا؟ لأنني وبكل بساطة، لا أستطيع تحديد كل ما أقوم برسمه، مما يحزنني قليلا، لكن أترك الحرية المطلقة للمشاهد والمستقطب لما أود إرساله عبر أعمالي، في الفهم والرؤية، وفي العديد من المرات خلال المعارض التي أشارك فيها، يأتي نحوي العديد من الزوار ويقولون لي في هذه اللوحة أنا أرى هذا وأخرون يرون أشياء أخرى ومختلفة، مما يشكل ويمثل شيء جميل بالنسبة لشخصي، كونهم يتكلمون بالمشاعر. لديكم مسيرة فنية كبيرة وزاخرة، كيف ترون الفن التشكيلي بالجزائر، وما تضنون بالأعمال الفنية التي يقدمها شباب اليوم، في ظل غياب قاعات العرض بالجزائر؟ الفن التشكيلي بالجزائر متواجد وله تاريخ كبير ومتعدد ومختلف من منطقة لأخرى، وما يقدمه الشباب اليوم في الفن التشكيلي بالجزائر، فيه الكثير من الشجاعة والجمال، خاصة انهم يواجهون العديد من المشاكل والعراقيل، على غرار عدم حيازتهم على ورشات خاصة للإبداع فيها، كما يحصى نقص في عدد القاعات التي تسمح لهم بعرض أعمالهم الفنية وهم اليوم محصورون عبر بعض قاعات العرض، ولكن بواسطة شجاعتهم وحبهم لهذا الفن يحاولون التواجد والتعبير، وادعوا أفراد عالم الفن والثقافة بالجزائر إلى تقييم واعطاء أكثر أهمية للفن والفنانين بالجزائر. ماذا يمكن فعله اليوم للإشهار أكثر بالأعمال المنجزة من طرف الفنانين في الجزائر؟ اليوم الصحافة تهتم أكثر بالثقافة في بلادنا، خاصة وبعد افتتاح القنوات التلفزيونية الخاصة، ولكن ليس كلها من تهتم بالفن والإشهار للفنانين، لذا أدعوها بتخصيص مساحة أكثر للفن والثقافة بالجزائر بهدف الرقي إلى مستوى أعلى وبناء لمستقبل أفضل تميزه الثقافة والفن، كما تعد الشبكة الإلكترونية وسيلة هامة للإشهار والتعريف بما يتم إنجازه، وكذا إيصال المعلومة بسرعة وتقاسم ما ننجزه من فن مع جميع فئات المجتمع.