دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يمنح تفويضا بتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، في حين وصف رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، عمر الحاسي، الغارات المصرية بالعدوان الآثم الذي استهدف المدنيين، واعتبر ”الإرهاب” الذي قاده سلاح الجو المصري انتهاكا صارخا للسيادة الليبية وخرقا للقوانين الدولية وميثاق الأممالمتحدة. أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنه ما من خيار آخر أمام الجيش المصري في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها، ودعوتهما مصر للتحرك ضد الإرهاب، مشددا على أن الموقف الذي تعيشه المنطقة هذه الفترة، يحتم على مصر تكرار ضرباتها للجماعات الإرهابية في ليبيا وذلك بشكل جماعي، ملمحا إلى ضرورة الحصول على تفويض أممي للتدخل العسكري في ليبيا. وفي سياق متصل، قتل وأصيب العشرات من مسلحي ”تنظيم الدولة”، ليلة الثلاثاء، في غارات شنتها طائرات مصرية وليبية على معاقل للتنظيم المتطرف في مدينة درنة، شرقي البلاد. وقال قائد سلاح الجو الليبي صقر الجروشي، أن 7 غارات جوية على الأقل نفذت في درنة، معقل الجماعات المتشددة، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات. وذكرت مصادر أن الغارات استهدفت معسكرات للتنظيم في مناطق حي السيدة خديجة ومنطقة شيحة، وشركة الجبل مقر المحكمة الشرعية لتنظيم ”داعش” في درنة. رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الليبي يصف الغارات المصرية بالعدوان وصف رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، عمر الحاسي، الغارات المصرية بالعدوان الآثم الذي استهدف المدنيين في مدينة درنة شرقي ليبيا، واعتبر ”الإرهاب” الذي قاده سلاح الجو المصري انتهاكا صارخا للسيادة الليبية وخرقا للقوانين الدولية وميثاق الأممالمتحدة، كما اعتبر العملية محاولة يائسة من النظام المصري لتصدير أزمته الحقيقية إلى الخارج، وإلهاء الشعب المصري عن المطالبة باستحقاقاته. وطالب الحاسي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهما تجاه ليبيا وشعبها وإدانة ”العدوان الآثم”، كما دعا إلى ممارسة الضغط على السلطات المصرية لإيقافه، كما حث الجهات الحقوقية المختصة على التحقيق في مدى صحة الشريط المزعوم الذي يظهر إعدام تنظيم الدولة الإسلامية فيما سماها ولاية طرابلس، 21 مصريا قبطيا ذبحا، مشددا على حق حكومته القانوني في متابعة ”من أجرموا بحق الشعب الليبي محليا ودوليا”، وجاء بيان حكومة الحاسي بعدما أدان المؤتمر الوطني العام في ليبيا القصف المصري على درنة، واعتبره انتهاكا للسيادة الليبية. ومن جانبه، ندد مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها في بيان له، بالغارات التي نفذتها طائرات مصرية على أحياء سكنية ومواقع لتنظيم الدولة، واصفا إياها بأنها ذريعة وغطاء من أجل تبرير عدوان خارجي على البلاد. وقال المجلس في بيانه إن هناك نية معلنة لما وصفه بالعدوان المصري على المدينة جراء ما قال إنه التهييج الإعلامي المصري الكبير عليها، وأضاف أن دماء ضحايا الغارات الجوية من الأطفال والنساء لن تكون رخيصة، وأن الرد سيكون قاسيا وأليما في الوقت والمكان المناسبين.