كانت علامات الغضب، التعجب والحسرة بادية على وجه كل من يطلع على أسعار السيارات المعروضة في الطبعة ال 18 للصالون الدولي للسيارات، بعد أن يطلق صفيرا أو شهيقا طويلا بسبب أسعار المركبات ”غير المعقولة” والتخفيضات ”غير المغرية” التي ميزت هذه الطبعة، واصفين الصالون ب”الأغلى” منذ إنشائه، فقد باتت أسعار السيارات التي يعرضها الصالون أغلى من تلك المسوقة في سوق الحراش، تيجلابين وباتنة ب 15 أو 20 مليون سنتيم. انتعش، أمس، الصالون الدولي للسيارات، حيث عرف حركية وديناميكية أكبر بتوافد المواطنين في عطلة نهاية الأّسبوع على أمل تدارك الركود الذي عرفه يوم الافتتاح، إذ لجأ الوكلاء إلى عرض تخفيضات أكثر إغراء لتحقيق نسبة مبيعات أكبر، خاصة وأن المشاركين والمنظمين أجمعوا على أن الظروف الحالية لا توحي بنجاح هذه الطبعة كسابقاتها. الوكلاء يستغلون عطلة نهاية الأسبوع لإنعاش المبيعات وقد توافد المواطنون بقوة على قصر المعارض الصنوبر البحري لزيارة الصالون الدولي للسيارات، إذ تعد عطلة نهاية الأسبوع الفرصة الذهبية للوكلاء للرفع من نسبة المبيعات وتدارك الفتور في التسويق الذي عرفه الافتتاح، خاصة وأن سكان المناطق الداخلية وسماسرة السيارات وأصحاب الشكارة غير المصرحين يتهاطلون على الصالون لاقتناء المركبات يومي الجمعة والسبت، ولهذا الغرض لجأت العلامات التجارية المشاركة إلى التكثيف من حملتها الدعائية والإشهارية وعرض تخفيضات أكثر على سياراتها، بالإضافة إلى الكشف عن موديلاتها الجديدة، وهو الأمر الذي يفرضه منطق المنافسة، إذ أن كل علامة تعمد إلى استغلال كل الوسائل الممكنة والإغراءات المتاحة لجلب الزبون، ما أضفى نوعا من التنظيم والتأطير تداركا للفوضى التي سادت يوم الافتتاح. وقد سادت الفوضى في يوم الافتتاح نتيجة عدم استكمال التحضيرات الخاصة بالتدشين ورفض جملة من الوكلاء الكشف عن الأسعار والتخفيضات التي سبق وأن تعهدوا بها قبل قدوم وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب لتدشين الصالون رسميا، فيما أغلقت بعض العلامات على غرار رونو جناحها في انتظار الوزير الذي قدم في حدود الساعة الواحدة زوالا. فوضى الافتتاح تطبع اليوم الأول والعارضون رفضوا الكشف عن التخفيضات من جهة أخرى، عرف اليوم الثاني والثالث من صالون السيارات توافدا للجمهور لاكتشاف أحدث صيحات عالم السيارات، وقد عرف الافتتاح إقبال الآلاف من الزوار ولكنه يبقى ”محتشما” بالمقارنة مع العام الماضي. وكان أهم ما أعاب يوم الافتتاح هو عدم استعراض العلامات الكبرى للأسعار الخاصة بالصالون والتخفيضات حتى المساء، وهو ما أثار حفيظة الزوار، الذين قطعوا عشرات الكيلومترات ومنهم من قدم من الولايات الداخلية ليتفاجأوا بالمركبات معروضة دون أسعار، وعند استفسارنا عن السبب تحجج بعض الوكلاء بأن التخفيضات لم يتم ضبطها بعد وعلى الزبائن الانتظار إلى غاية اليوم الثاني ليًكشف عنها. ولم تلجأ الماركات العالمية للسيارات إلى الكشف عن السيارات الرياضية ومركبات الأحلام التي تخصص للمشاهدة فقط في اليوم الأول، ما يثبت سوء التنظيم الذي صاحب الطبعة ال18 وعدم جاهزية الوكلاء للعرض، رغم تعهدات جمعية وكلاء السيارات بأن هذه الطلعة ستكون أكثر ”مهنية واحترافية” من سابقتها، الشيء الذي لم يلمسه الزوار. سيارات البسطاء تصدم الزوار.. أسعار نار وتخفيضات ”وهمية” من جهة أخرى، لم ترق أسعار المركبات المعروضة في صالون هذا العام لتطلعات الزبائن الذين اعتبروها ”باهظة”، فقد أكد جل الذين التقتهم ”الفجر” أن التخفيضات ليست مغرية وليست كسابقتها، واصفين السيارات بأنها ”باهظة الثمن”، حتى السيارات التي كانت إلى وقت قريب توصف بمركبات المتوسطين أجرا على غرار بكانتو لكيا موترز، ارتفعت هي الأخرى لتبلغ مستويات قصوى فسعرها الذي راوح في وقت سابق 103 مليون سنتيم يناهز اليوم 126 مليون سنتيم، ونفس الشيء بالنسبة لسيارة إيبيس لهيونداي والتي بلغت 97 مليون سنتيم. وقد أوضح بعض المواطنين العارفين بسوق السيارات والمتابعين لأسعارها ل”الفجر”، عن تسجيل فرق واضح بين أسعار السيارات المعتمدة في الصالون الدولي والأسعار التي تعتمدها نقاط البيع بالولايات على غرار باتنة وسطيف، قد يصل حتى 20 مليون سنتيم، فالأسعار خارج العاصمة أرخص من داخلها، وهو ما لاحظناه في سيارات كيا، رونو، بيجو ومركبات أخرى، وهو الأمر الذي يستدعي التحقيق في الملف. فيما ذهب بعضهم إلى القول أن أسعار السيارات في أسواق الحراش وتيجلابين أرخص من معرض الجزائر الدولي الذي كان يراهن عليه الجزائريون لتحقيق حلم السيارة. ويقام صالون الجزائر الدولي للسيارات سنويا في قصر المعارض بالصنوبر البحري، والذي يعدّ من بين أهم التظاهرات التي تنظمها كلّ من الشركة الجزائرية للمعارض (سافيكس) وجمعية وكلاء السيارات بالجزائر، أمّا الطبعة ال 18 منه، فستمتدّ بين 18 و28 مارس 2015.