أفاد المتحدث باسم البنتاغون العقيد ستيف وارن، مساء الاثنين، بأن البحرية الأمريكية حرّكت حاملة الطائرات ثيودور روزفلت وطراد الصواريخ نورماندي المرافق لها قبالة السواحل اليمنية، لتنضم إلى سبع سفن حربية أمريكية أخرى في المنطقة، في خطوة أرجعتها واشنطن إلى ضمان بقاء الممرات الملاحية الحيوية مفتوحة وآمنة. نفى ذات المتحدث أن تكون السفينتان في مهمة لاعتراض شحنات أسلحة إيرانية. غير أنّ وكالات إخبارية نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الهدف من إيفاد حاملة الطائرات هو اعتراض شحنات أسلحة ترسلها إيران للحوثيين. وعززت البحرية الأمريكية تواجدها في مياه خليج عدنوجنوب بحر العرب على ضوء تقارير تفيد بتوجه سفن إيرانية محملة بالأسلحة نحو اليمن لدعم الحوثيين بالأسلحة. ومن جهة ثانية، ارتفعت حصيلة الغارة التي شنتها مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية على مخزن للذخيرة والصواريخ في موقع فج عطان الجبلي جنوبصنعاء إلى 28 قتيلا و398 جريحا، حسبما ذكرته مصدر طبي. وتوقع المصدر نفسه ارتفاعا إضافيا لهذه الحصيلة نتيجة العدد الكبير من المصابين بجروح خطرة. وأعلنت مصادر إخبارية يمنية مقتل ثلاثة عشر شخصا، أمس الثلاثاء، في قصف لطيران التحالف عن طريق الخطأ في محافظة حجة شمالي البلاد. هذا ويقوم طيران ”عاصفة الحزم” بين الحين والآخر باستهداف العديد من الأبرياء والمدنيين عن طريق الخطأ، كما تقول المصادر، وشنت مقاتلات ”عاصفة الحزم” غارة عنيفة، صباح أمس، على معسكر القوات الجوية شمال صنعاء. وقال شاهد عيان ل”يمن برس” أن غارة عنيفة وتكاد تكون مماثلة لغارة أوّل أمس على فج عطان، شنتها قوات التحالف على معسكر القوات الجوية الموالي لصالح والحوثيين في منطقة شملان شمال العاصمة صنعاء. وأكد شاهد ثانٍ يسكن في حي النهضة أن منزلهم والمنازل في الحي تعرضت لهزات قوية، وأن ”شبابيك ”النوافذ تفتحت لقوة صوت الانفجار. وقال سكان محليون في وسط صنعاء أنهم سمعوا انفجارا عنيفا، لكنهم لم يعرفوا بعد أين مصدره، وتوقعوا أن يكون في مكان بعيد، غير أنهم أكدوا قوة الانفجار الذي أحدث هزا كبيرا في المنازل وغيرها من المباني هناك، بحسب شهاداتهم. وأفاد المتحدث باسم عاصفة الحزم أحمد عسيري بأن غارات التحالف استهدفت تدمير صواريخ بالستية في جبل عطان في صنعاء وأيضا مستودعات ذخيرة. ودعا عسيري القبائل اليمنية إلى عدم استضافة مستودعات للأسلحة ضمن مناطقهم، مشددا على أنها ستكون بغير ذلك أهدافا مشروعة للغارات الجوية. ويعيش سكان صنعاء حالة من الهلع والذعر الشديدين بعد غارة أمس في فج عطان التي خلفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المدنيين. وتواصل القتال في اليمن زاد المخاوف من وقوع كارثة إنسانية حيث يكافح برنامج الغذاء العالمي لتوصيل المساعدات الغذائية إلى المتضريين. المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، تشاليس ماكدوناف: قالت ”رغم القتال فرقنا على الأرض تساعد عشرات الآلاف من الأشخاص داخل اليمن. نحن نعمل أيضا على توفير المساعدات الغذائية للأشخاص الذين فروا من النزاع”. وأدى النزاع في اليمن إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، حيث يتعرض الكثيرون إلى تهديد المرض وسوء التغذية. وفي سياق متصل، توقع المستشار الأمني الأمريكي البارز في مجلس إدارة الغرفة التجارية الأمريكية العربية، روبي باريت، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، أن تركز القمة التي سيعقدها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع حكام دول مجلس التعاون الخليجي في الفترة من 13 وحتى 14 من شهر ماي المقبل على مكافحة الإرهاب والصراعات في اليمن وليبيا والعراق وسوريا. وأضاف المستشار أن ”إدارة أوباما ستؤكد للقادة الخليجيين أن الاتفاق النووي الإيراني يعد صفقة جيدة بما يخفف من شكوكهم حول قدرة الولاياتالمتحدة على اتخاذ إجراءات ضد إيران حال انتهاكها للاتفاق”. ولفت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ترغب بمعرفة الإجراءات التي ستتخذها الولاياتالمتحدة لحث إيران على تنفيذ الاتفاق والعقوبات التي ستتخذها في حال عدم تنفيذه. وأكد باريت أن إدارة أوباما ليس لديها نية لاستخدام القوة العسكرية في إيران، واصفا استراتيجية الرئيس أوباما بأنها ”معاكسة” لاستراتيجية الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وأوضح باريت أن دول مجلس التعاون الخليجي ستطلب من الولاياتالمتحدة إبرام صفقة مع إيران للحد من قدراتها النووية بحلولل30 من شهر يونيو المقبل عندما يتم وضع اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق النووي مع إيران. وبين أنه ”في حال كانت هناك اختلافات كبيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي فستظهر في كيفية تفاعل كل من الحكام مع ما سيقوله أوباما في القمة”. ورأى أن ”دول الخليج تعد من أكثر الحلفاء أهمية في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة، وهي على استعداد للقيام بأي إجراءات لتعزيز العلاقات معها”. وكان مسؤولون حكوميون أمريكيون لم يذكروا أسماءهم أعربوا لصحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية عن رغبتهم في طمأنة دول الخليج العربي من خلال توفير المزيد من المساعدات العسكرية والتدريب لقواتهم الدفاعية وتقديم التزامات أكثر وضوحا لمساعدتهم على صد الهجمات الخارجية. وذكر المسؤولون أن أوباما يهدف لإقناع الدول العربية بأن الضمانات الأمنية الأمريكية ستجعلهم أكثر أمنا مقارنة بشراء تكنولوجيا حساسة أو سلاح نووي.