كشف اسماعيل مصباح، مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أول أمس، عن إدراج أربعة لقاحات جديدة ضمن البرنامج الموسع للقاحات الأطفال خلال الأشهر القليلة القادمة. ويتعلق الأمر باللقاح المضاد لشلل الأطفال والحصبة الألمانية والنكاف والمكورات الرئوية. وأوضح اسماعيل مصباح، بمناسبة إحياء الأسبوع العالمي للتلقيح، أن السلطات العمومية أدرجت أربعة لقاحات جديدة ضمن الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال بغية تحسين صحة المواطن والمحافظة عليها، ويتعلق الأمر على الخصوص باللقاح المضاد لشلل الأطفال في شكل حقن (بوليومييليت) والحصبة الألمانية (روبيول) والمكورات الرئوية (بنوموكوك) والنكاف (الأورويون)، وفقا لتوصيات الاجتماع المنعقد بين وزارة الصحة وخبراء من المنظمة العالمية للصحة واليونسيف خلال سنة 2014، مشيرا أنه سيتم إدراج اللقاح المضاد لشلل الأطفال قبل نهاية السنة الجارية، في حين تدخل بقية اللقاحات الأخرى الثلاثة حيز التنفيذ لاحقا. في هذا السياق، أكد المختصون في طب الأطفال أن فيروس المكورات الرئوية يتسبب سنويا في وفاة أكثر من 1500 حالة لدى فئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. كما أدى إلى إدخال أكثر من 55 ألف طفل إلى المستشفيات نتيجة معاناتهم من العجز التنفسي الحاد. كما أثبتت مختلف الدراسات أن التهاب السحايا الناتج عن الإصابة بفيروس المكورات الرئوية تمثل نسبة 60 بالمائة لدى الرضع وتتسبب في نسبة عالية من الوفيات، ناهيك عن ترك أعراض خطيرة على صحة الطفل بنسبة 30 بالمائة من الحالات. وأوضح المتحدث أن نسبة التغطية الصحية التي حققتها الجزائر في مجال اللقاحات بلغت أكثر من 90 بالمائة، معتبرا إياها مكسبا لم تتوصل إليه حتى بعض الدول المتقدمة، مشيدا بالتزام السلطات العمومية لضمان توفير هذه اللقاحات وتأمينها ومتابعة توزيعها بكل مناطق الوطن، مشيرا إلى أن الدولة سخرت لهذه العملية 7000 مركز تلقيح بالإضافة إلى دعمها بطاقم تقني مؤهل. من جهة ثانية، كشف مصباح عن إعداد دفتر أعباء خاص باللقاحات بالقطاع الخاص، واصفا هذه العملية ب”الشراكة الهامة” لترقية الصحة العمومية بالقطاعين العمومي والخاص، دون أن يفصح عن تسعيرة هذه اللقاحات بالقطاع الخاص أوسيتم تقديمها مجانا على غرار القطاع العمومي. في السياق، شدد الأستاذ محمد تازير رئيس المخبر البيولوجي بالمؤسسة الاستشفائية مصطفى باشا الجامعي، ومدير سابق لمعهد باستور الجزائر، على ضرورة إضفاء نوع من الشفافية في التموين والقيام بالتلقيح بالقطاعين العمومي والخاص وتقديم دراسات حول نتائج هذه العملية. أما الأستاذ عبد النور لعرابة، رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى لمين دباغين بباب الوادي، فقد دعا إلى المحافظة على المكاسب التي حققتها الجزائر في مجال التلقيح مع نوع من اليقظة والمتابعة ”حتى لا تعود الأمراض المعدية التي قضت عليها الجزائر للظهور مجددا”. ووصف المختص اللقاح ب”العمود الفقري” لأي نظام صحي و”الوسيلة المثلى” التي أثبتت فعاليتها ضد الأمراض المعدية، مضيفا أن إلحاح المختصين على إدراج لقاحات جديدة ”يدخل في إطار التطورات التي تمر بها الجزائر والعالم وبعض الفيروسات التي تظهر من حين لآخر عبر المعمورة”. أما رئيس مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية فرانز فانون بالبليدة الأستاذ شوقي قداش، فقد أكد من جانبه على ضرورة إعادة النظر في الكيفية الحالية التي يتم بها لقاح الأطفال، خاصة في ما يتعلق بالأمراض التي قضت عليها الجزائر نهائيا ولا تستدعي تقديم جرعات بالكيفية الحالية.