يعيش منتجو الحبوب بمختلف أنواعها، لاسيما القمح والشعير على أعصابهم بسبب موجة الجفاف التي تضرب عدة ولايات من الناحية الشرقية للوطن، حيث ينتظر أن تعرف عاصمة الشرق تراجعا في إنتاج الحبوب بشكل ملحوظ. ومعلوم أن ولاية قسنطينة التي تحتل المراتب الأولى في إنتاج القمح بنوعه الصلب واللين على وجه الخصوص منذ سنوات بإنتاج يتجاوز المليون قنطار كل موسم، وفاق الموسم الأخير 1.4 مليون قنطار. المنطقة لن تحقق ما كان ينتظره المسؤولون والفلاحون على السواء خلال المسوم الجاري الذي ينتظر أن تباشر فيه عمليات الحصاد والدرس خلال شهر رمضان المقبل أي بعد شهر ونصف من الأن. وأكد عدد من الفلاحين الذين يختصون في زراعة الحبوب خاصة القمح والشعير ببلدية بني حميدان التي تعتبر من بين أهم بلديات الولاية المنتجة إلى جانب عين عبيد أن الجفاف أضر كثيرا بالمحصول وجعل الزرع لا ينوي بالشكل المطلوب، موضحين في سياق حديثهم أنهم يتوقعون تراجع إنتاجهم بنسبة 50 بالمائة، ما يعد خسارة كبيرة لهم. ولم يستبعد مسؤول بمديرة المصالح الفلاحة أن لا يتجاوز منتوج الموسم الجاري 800 ألف قنطار، وهو ما يعتبر ضربة موجعة للإنتاج بولاية نموذجية لم يهبط نتاجها عن المليون قنطار منذ عشرية من الزمن. مضيفا في سياق حديثه أن الحل في السقي التكميلي وقد تم مؤخرا تنظيم يوم تحسيسي خصص لهذا الغرض عرف مشاركة عدد كبير من الفلاحين المختصين في زراعة الحبوب. ومن جهته أوضح الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين بقسنطينة، أن موجة الحر وحالة الجفاف اللذين تشهدهما البلاد هذه الأيام، تسببتا في تراجع إنتاج الولاية من الحبوب الشتوية، بما يقارب 50 بالمائة. وأكد السيد سليمان عوان، أن الحقول الأكثر تضررا تقع في الأراضي المنخفضة والمُعاد زراعتها. ويبقى الحل حسب المسؤولين والفلاحين الذين تحدثنا معهم يكمن في ضرورة الإسراع في تجسيد برنامج طموح يمكنهم من الاستفادة من مياه سد بني هارون، من خلال برنامج تحويل أنبوب الجنوب وتوسيع رقعة الري التكميلي، الذي من الواجب، حسبهم، أن تستفيد منه زراعة الحبوب، في وقت يتم فيه نقل مياه السد إلى ولايات غير مجاورة تمكنت من رفع إنتاجها، رغم أن قسنطينة زرعت هذا الموسم 65 ألف هكتار. وأفادت مديرة المصالح الفلاحية أن مضخات السقي ستصل 62 فلاحا خلال الأيام القليلة المقبلة لمساعدتهم على السقي التكميلي، غلا أن عدد من الفلاحين يرون أن الوقت قد فات والمنتوج تضرر ولم تعد المياه مجدية على اعتبار أن حملة الحصاد والدرس ستنطلق خلال شهر ونصف.