اقترحت مصلحة حفظ التراث التابعة لمديرية الثقافة بالقصبة العلياء بالجزائر العاصمة كلا من البريد المركزي، المسرح الوطني الجزائري والجامع الكبير كمعالم أثرية هامة ينتظر تصنيفها ضمن التراث الوطني لسنة 2010 ومن المنتظر تصنيف البريد المركزي والمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي والجامع الكبير بالجزائر العاصمة كمعالم أثرية وطنية لسنة 2010 من قبل وزارة الثقافة. وبتصنيف هذه المعالم الأثرية الثلاثة، تضاف إلى مجموعة المعالم الأثرية التي تزخر بها الجزائر والتي تم تصنيفها من قبل الوزارة الوصية. أوضحت كريمة صادقي، مديرة مصلحة حفظ التراث في حديث خصت به ''الحوار''، أهم المعايير التي تم بموجبها انتقاء هذه الهيئات كمعالم اثرية وطنية. وأشارت إلى أهمية المعالم من حيث وضعية البنية المعمارية والتاريخية، القيمة التاريخية للهندسة المعمارية بمعنى التزام هذه البنايات بتقنية البناء التقليدي، بوصفها إرثا حضاريا وتاريخيا تتميز بتنوعها المعماري الذي يجمع بين الهندسة المعمارية العربية الأندلسية، والإسلامية العثمانية والهندسة المعمارية الأوروبية الإسبانية والفرنسية والمعمار الحديث. يعد المسجد الكبير بالجزائر، ذو التصميم العربي، نموذجا للعمارة الدينية المرابطية بالإضافة إلى كونه أكبر وأقدم مساجد العاصمة. البناية ذات شكل مستطيل أكثر اتساعا وأقل عمقا. وهي مغطاة بسقف مزدوج من القرميد كما هو الحال في جميع المساجد المرابطية. إضافة إلى العقود المكسورة التي شاع استعمالها في بنايات الحقب السابقة، استخدم المرابطون في زخارفهم لهذا المعلم أشكالا أخرى متعددة. فقد طوروا ببلاد المغرب القوس المتعدد الفصوص الذي سبق للأندلسيين أن استعملوه في جامع قرطبة وأبدعوا في تنويعه. كما استخدموا العقود المشكلة من خمسة أو تسعة أو أحد عشر فصا ليدرجوا ضمن أبنيتهم الدينية سلسلة حقيقية من العقود سيتبناها خلفهم فيما بعد. تمنح ضخامة الأعمدة وجمالية الأقواس المتجاوزة والمكسورة لبلاطات المسجد الكبير بساطة وأناقة متناهيتين. أما قصر البريد المركزي الواقع بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة، فيعد ذلك القصر الذي بني في العهد الاستعماري سنة 1910وأكمل بناؤه سنة 1913، حيث أطلقت عليه آنذاك تسمية ''البريد الجديد'' قبل أن تغيِّرها الجزائر المستقلة إلى ''البريد المركزي'' بعد استعادة سيادتها في 5 جويلية .1962 هذا المركز الذي بقي يضطلع بنفس المهمة التي أسس لأجلها، ويكتسى حلة هندسية وقارة فريدة من نوعها، من القصور الفاخرة ذات الطراز العربي، ويعد تراثاً معمارياً تاريخياً هاماً. والمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي هو الآخر معلم تاريخي واثري هام يتميز بطرازه التقليدي وبنايته الشامخة التي تحمل بصمات العهد الفرنسي يتميز بهندسته الرائعة ويتواجد بشارع بورسعيد بالعاصمة.